كتاب مواقيت الصلاة
1 ـ باب مواقيت الصلاة وفضلها
وقوله {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} وقته عليهم.
520 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال قرأت على مالك عن ابن شهاب، أن عمر بن عبد العزيز، أخر الصلاة يوما، فدخل عليه عروة بن الزبير، فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالعراق، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " بهذا أمرت ". فقال عمر لعروة اعلم ما تحدث أوإن جبريل هو أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة. قال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه.
521 ـ قال عروة ولقد حدثتني عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر، والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.
2 ـ باب {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين}
522 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا عباد ـ هو ابن عباد ـ عن أبي جمرة، عن ابن عباس، قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنا من هذا الحى من ربيعة، ولسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بشىء نأخذه عنك، وندعو إليه من وراءنا. فقال " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ـ ثم فسرها لهم شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا إلى خمس ما غنمتم، وأنهى عن الدباء والحنتم والمقير والنقير ".
3 ـ باب البيعة على إقامة الصلاة
523 ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا قيس، عن جرير بن عبد الله، قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
4 ـ باب الصلاة كفارة
524 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن الأعمش، قال حدثني شقيق، قال سمعت حذيفة، قال كنا جلوسا عند عمر ـ رضى الله عنه ـ فقال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قلت أنا، كما قاله. قال إنك عليه ـ أو عليها ـ لجريء. قلت " فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهى ". قال ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر. قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال أيكسر أم يفتح قال يكسر. قال إذا لا يغلق أبدا. قلنا أكان عمر يعلم الباب قال نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقا فسأله فقال الباب عمر.
525 ـ حدثنا قتيبة، قال حدثنا يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، أن رجلا، أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله {أقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}. فقال الرجل يا رسول الله ألي هذا قال " لجميع أمتي كلهم ".
5 ـ باب فضل الصلاة لوقتها
526 ـ حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة، قال الوليد بن العيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني، يقول حدثنا صاحب، هذه الدار وأشار إلى دار عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أى العمل أحب إلى الله قال " الصلاة على وقتها ". قال ثم أى قال " ثم بر الوالدين ". قال ثم أى قال " الجهاد في سبيل الله ". قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني.
6 ـ باب الصلوات الخمس كفارة
527 ـ حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال حدثني ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك يبقي من درنه ". قالوا لا يبقي من درنه شيئا. قال " فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بها الخطايا ".
7 ـ باب تضييع الصلاة عن وقتها
528 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا مهدي، عن غيلان، عن أنس، قال ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قيل الصلاة. قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها.
529 ـ حدثنا عمرو بن زرارة، قال أخبرنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد، عن عثمان بن أبي رواد، أخي عبد العزيز قال سمعت الزهري، يقول دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت. وقال بكر حدثنا محمد بن بكر البرساني أخبرنا عثمان بن أبي رواد نحوه.
8 ـ باب المصلي يناجي ربه عز وجل
530 ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه فلا يتفلن عن يمينه، ولكن تحت قدمه اليسرى ". وقال سعيد عن قتادة لا يتفل قدامه أو بين يديه، ولكن عن يساره أو تحت قدميه. وقال شعبة لا يبزق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه. وقال حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا يبزق في القبلة ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه ".
531 ـ حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا يزيد بن إبراهيم، قال حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اعتدلوا في السجود، ولا يبسط ذراعيه كالكلب، وإذا بزق فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه، فإنه يناجي ربه ".
9 ـ باب الإبراد بالظهر في شدة الحر
532 ـ حدثنا أيوب بن سليمان، قال حدثنا أبو بكر، عن سليمان، قال صالح بن كيسان حدثنا الأعرج عبد الرحمن، وغيره، عن أبي هريرة.
533 ـ ونافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر، أنهما حدثاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".
534 ـ حدثنا ابن بشار، قال حدثنا غندر، قال حدثنا شعبة، عن المهاجر أبي الحسن، سمع زيد بن وهب، عن أبي ذر، قال أذن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقال " أبرد أبرد ـ أو قال ـ انتظر انتظر ". وقال " شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة ". حتى رأينا فىء التلول.
535 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، قال حفظناه من الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".
536 ـ " واشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا. فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير ".
537 ـ حدثنا عمر بن حفص، قال حدثنا أبي قال، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم ". تابعه سفيان ويحيى وأبو عوانة عن الأعمش.
10 ـ باب الإبراد بالظهر في السفر
538 ـ حدثنا آدم بن أبي إياس، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا مهاجر أبو الحسن، مولى لبني تيم الله قال سمعت زيد بن وهب، عن أبي ذر الغفاري، قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أبرد ". ثم أراد أن يؤذن فقال له " أبرد ". حتى رأينا فىء التلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ". وقال ابن عباس تتفيأ تتميل.
11 ـ باب وقت الظهر عند الزوال
وقال جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالهاجرة
539 ـ حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال " من أحب أن يسأل عن شىء فليسأل، فلا تسألوني عن شىء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا ". فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول " سلوني ". فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال من أبي قال " أبوك حذافة ". ثم أكثر أن يقول " سلوني ". فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. فسكت ثم قال " عرضت على الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر ".
540 ـ حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا شعبة، عن أبي المنهال، عن أبي برزة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة، ويصلي الظهر إذا زالت الشمس، والعصر وأحدنا يذهب إلى أقصى المدينة ثم يرجع والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، ولا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل. ثم قال إلى شطر الليل. وقال معاذ قال شعبة ثم لقيته مرة فقال أو ثلث الليل.
541 ـ حدثنا محمد ـ يعني ابن مقاتل ـ قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا خالد بن عبد الرحمن، حدثني غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أنس بن مالك، قال كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهائر فسجدنا على ثيابنا اتقاء الحر.
12 ـ باب تأخير الظهر إلى العصر
542 ـ حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا حماد ـ هو ابن زيد ـ عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. فقال أيوب لعله في ليلة مطيرة. قال عسى.
13 ـ باب وقت العصر.
543 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا أنس بن عياض، عن هشام، عن أبيه، أن عائشة، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها. وقال أبو أسامة عن هشام من قعر حجرتها.
544 ـ حدثنا قتيبة، قال حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفىء من حجرتها.
545 ـ حدثنا أبو نعيم، قال أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفىء بعد. وقال مالك ويحيى بن سعيد وشعيب وابن أبي حفصة والشمس قبل أن تظهر.
546 ـ حدثنا محمد بن مقاتل، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا عوف، عن سيار بن سلامة، قال دخلت أنا وأبي، على أبي برزة الأسلمي، فقال له أبي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة فقال كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، ويصلي العصر، ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ـ ونسيت ما قال في المغرب ـ وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة، وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ بالستين إلى المائة.
547 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فنجدهم يصلون العصر.
548 ـ حدثنا ابن مقاتل، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، قال سمعت أبا أمامة، يقول صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت يا عم، ما هذه الصلاة التي صليت قال العصر، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه.
14 ـ باب وقت العصر
549 ـ حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال حدثني أنس بن مالك، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه.
550 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء، فيأتيهم والشمس مرتفعة.
15 ـ باب إثم من فاتته العصر
551 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله ".
16 ـ باب من ترك العصر
552 ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، قال كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم فقال بكروا بصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ".
17 ـ باب فضل صلاة العصر .
553 ـ حدثنا الحميدي، قال حدثنا مروان بن معاوية، قال حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة ـ يعني البدر ـ فقال " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ". ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}. قال إسماعيل افعلوا لا تفوتنكم.
554 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ".
18 ـ باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب
555 ـ حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته، وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته ".
556 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثني إبراهيم، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، أنه أخبره أنه، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر، ثم عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين أى ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنا أكثر عملا، قال قال الله عز وجل هل ظلمتكم من أجركم من شىء قالوا لا، قال فهو فضلي أوتيه من أشاء ".
557 ـ حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا لا حاجة لنا إلى أجرك، فاستأجر آخرين فقال أكملوا بقية يومكم، ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا لك ما عملنا. فاستأجر قوما فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين ".
19 ـ باب وقت المغرب
وقال عطاء يجمع المريض بين المغرب والعشاء.
558 ـ حدثنا محمد بن مهران، قال حدثنا الوليد، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا أبو النجاشي، صهيب مولى رافع بن خديج قال سمعت رافع بن خديج، يقول كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله.
559 ـ حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن سعد، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، قال قدم الحجاج فسألنا جابر بن عبد الله فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحيانا وأحيانا، إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطوا أخر، والصبح كانوا ـ أو كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بغلس.
560 ـ حدثنا المكي بن إبراهيم، قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب.
561 ـ حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا عمرو بن دينار، قال سمعت جابر بن زيد، عن ابن عباس، قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعا جميعا وثمانيا جميعا.
20 ـ باب من كره أن يقال للمغرب العشاء
562 ـ حدثنا أبو معمر ـ هو عبد الله بن عمرو ـ قال حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، قال حدثنا عبد الله بن بريدة، قال حدثني عبد الله المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب ". قال الأعراب وتقول هي العشاء.
21 ـ باب ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعا
قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر ". وقال " لو يعلمون ما في العتمة والفجر ". قال أبو عبد الله والاختيار أن يقول العشاء لقوله تعالى {ومن بعد صلاة العشاء}. ويذكر عن أبي موسى قال كنا نتناوب النبي صلى الله عليه وسلم عند صلاة العشاء فأعتم بها. وقال ابن عباس وعائشة أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعشاء. وقال بعضهم عن عائشة أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعتمة. وقال جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء. وقال أبو برزة كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء. وقال أنس أخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة. وقال ابن عمر وأبو أيوب وابن عباس ـ رضى الله عنهم ـ صلى النبي صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء.
563 ـ حدثنا عبدان، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا يونس، عن الزهري، قال سالم أخبرني عبد الله، قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء ـ وهى التي يدعو الناس العتمة ـ ثم انصرف فأقبل علينا فقال " أرأيتم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ".
22 ـ باب وقت العشاء إذا اجتمع الناس أو تأخروا
564 ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو ـ هو ابن الحسن بن علي ـ قال سألنا جابر بن عبد الله عن صلاة النبي، صلى الله عليه وسلم فقال كان يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس حية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء إذا كثر الناس عجل، وإذا قلوا أخر، والصبح بغلس.
23 ـ باب فضل العشاء
565 ـ حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، أن عائشة، أخبرته قالت، أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بالعشاء، وذلك قبل أن يفشو الإسلام، فلم يخرج حتى قال عمر نام النساء والصبيان. فخرج فقال لأهل المسجد " ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم ".
566 ـ حدثنا محمد بن العلاء، قال أخبرنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال كنت أنا وأصحابي الذين، قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان، والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فكان يتناوب النبي صلى الله عليه وسلم عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم، فوافقنا النبي ـ عليه السلام ـ أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم، فلما قضى صلاته قال لمن حضره " على رسلكم، أبشروا إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم ". أو قال " ما صلى هذه الساعة أحد غيركم ". لا يدري أى الكلمتين قال. قال أبو موسى فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
24 ـ باب ما يكره من النوم قبل العشاء
567 ـ حدثنا محمد بن سلام، قال أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، قال حدثنا خالد الحذاء، عن أبي المنهال، عن أبي برزة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها
25 ـ باب النوم قبل العشاء لمن غلب
568 ـ حدثنا أيوب بن سليمان، قال حدثني أبو بكر، عن سليمان، قال صالح بن كيسان أخبرني ابن شهاب، عن عروة، أن عائشة، قالت أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه عمر الصلاة، نام النساء والصبيان. فخرج فقال " ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم ". قال ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة، وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول
569 ـ حدثنا محمود، قال أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرني ابن جريج، قال أخبرني نافع، قال حدثنا عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شغل عنها ليلة، فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال " ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم ". وكان ابن عمر لا يبالي أقدمها أم أخرها إذا كان لا يخشى أن يغلبه النوم عن وقتها، وكان يرقد قبلها.
570 ـ قال ابن جريج قلت لعطاء وقال سمعت ابن عباس، يقول أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا، ورقدوا واستيقظوا، فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة. قال عطاء قال ابن عباس فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه الآن، يقطر رأسه ماء، واضعا يده على رأسه فقال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا ". فاستثبت عطاء كيف وضع النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه يده كما أنبأه ابن عباس، فبدد لي عطاء بين أصابعه شيئا من تبديد، ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس ثم ضمها، يمرها كذلك على الرأس حتى مست إبهامه طرف الأذن مما يلي الوجه على الصدغ، وناحية اللحية، لا يقصر ولا يبطش إلا كذلك وقال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا ".