نواحي الإعجاز في القرآن
القرآن معجز من كل نواحيه :
لئن كان الإعجاز اللغوي قد اشتهر خلال التاريخ بسبب تحدي فصحاء العرب وبلغائهم أن يأتوا ولو بسورة من مثل القرآن وعجزهم عن ذلك، فإن الإعجاز الموضوعي في القرآن هو علي ذات المستوي من الإعجاز اللغوي سواء !
ولا نستطيع هنا التفصيل في الحديث عن إعجاز القرآن لأن ذلك مبحث متخصص. ولكنا نقول كلمة موجزة عن الإعجاز اللغوي وعن بعض ألوان الإعجاز الموضوعي علي سبيل المثال لا علي سبيل الحصر، فنتكلم عن الإعجاز التشريعي، والإعجاز العلمي.
أولاً : الإعجاز اللغوي :
كان يكفينا في صدد الإعجاز اللغوي أن نقول : إن فصحاء العرب قد عجزوا عن الإتيان بسورة من مثل القرآن. ولكننا نزيد الأمر توضيحاً فنقول : إن هذا الإعجاز يبدو في جملة سمات يتميز بها الأسلوب القرآني يلحظها القارئ المتدبر لهذا القرآن . وقد أمرنا بالتدبر في كتاب الله ونحن نتلوه. وإليك بعض هذه السمات:
1- للقرآن نظم متفرد، فلا هو شعر، ولا هو نثر كنثر البشر. ولكن فيه حلاوة الجرس والتنغيم ما يفوق الشعر، دون أن يتقيد بقيود الشعر الكثيرة التي تتحكم في المعني في كثر من الأحيان، وفيه ما يشبه القوافي ولكنها ليست رتيبة ولا محددة كقوافي الشعر ولا قوافي السجع المألوف، لذلك لا تمله الأذن، بل يقبل الإنسان دائماً علي قراءة القرآن وسماعه بشغف متجدد .
وفضلاً عن ذلك فإن هذا التنغيم يتنوع بتنوع الموضوع المعروض والجو النفسي المصاحب له، فيشتد مثلاً مع جو الوعيد والعذاب ويلطف ويلين مع جو الود والرحمة، أو جو الدعاء والخشوع .
خذ مثلاً من جو الشدة والوعيد : ((خذوه فغلوه (3.) ثم الجحيم صلوه(31) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه(32) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم(33) ولا يحض علي طعام المسكين(34) فليس له اليوم هاهنا حميم(35) ولا طعام إلا من غسلين(36) لا يأكله إلا الخاطئون))(الحاقة: 3.-37).
ومثلاً من جو الدعاء : ((كهيعص(1) ذكر رحمت ربك عبده زكريا(2) إذ نادي ربه نداء خفياً(3) قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً (4) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك ولياً (5) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً))(مريم:1-6).
2- للقرآن خاصية إحياء المشهد المعروض حتي لكان الإنسان يشاهده لأول مرة إن كان من مألوفات الحس. أو يراه مجسداً إن كان من المشاهد المتخيلة .
فمن نماذج النوع الأول كل ما جاء في القرآن من المشاهد الكونية كالشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والشجر والأنهار.. إلخ، فهي مشاهد لأول مرة فينفعل بها وجدانه، وتهتز لها مشاعره، فيلتفت إلي القدرة المعجزة في خلقها علي هذه الصورة، فيتصل قلبه بالخالق سبحانه ويسلم له ويؤمن بوحدانيته.
خذ مثلاً هذا النموذج: ((ألم تر إلي ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً(45) ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً (46) وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً(47) وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً (48) لنحيي به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً))(الفرقان : 45-49).
ومن نماذج النوع الثاني قصص القدماء ومشاهد القيامة، وهذه وتلك ليست حاضرة أمام الإنسان فهو يتتبعها بخياله لا بسمعه وبصره. ولكن القرآن يعرض القصة حية كأنما يشاهدها الإنسان أمامه في هذه اللحظة، فينفعل بأحداثها وعبرها، ويعرض مشاهد القيامة شاخصة متحركة كأنها حاضرة أمام الإنسان. بل يصل الإحياء فيها إلي درجة أن يعيشها الإنسان كأنها هي الحاضر الموجود، والدنيا – التي هي حاضر في الحقيقة – كأنها ماض سحيق قد انتهي وزال ..
خذ مثلاً للقصة : ((وقال أركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم(41) وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادي نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين (42) قال سآوي إلي جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (43) وقبل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوي علي الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين))(هود : 41-44))
ومثلاً لمشاهد القيامة : ((إن المتقين في جنات ونعيم (17) فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم (18) كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون(19) متكئين علي سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(2.) والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين(21) وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون(22) يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم(23) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون(24) وأقبل بعضهم علي بعض يتساءلون(25) قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين(26) فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم(27) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرجيم))(الطور : 17-18).
3- يتميز القرآن بالتنويع في طريقة العرض بحيث لا يتكرر مشهدان في كل تفاصيلهما أبداً علي كثرة ما يعرض في القرآن من المشاهد المتشابهة، فهي تتشابه ولكنها لا تتماثل أبداً، لذلك تبدو في كل مرة كأنها جديدة! وإن مشاهد القيامة والمشاهد الكونية لهي من أكثر الموضوعات تكراراً في القرآن، ومع ذلك لا يوجد مشهد واحد مكرر بجميع تفصيلاته مرتين.. لابد من التنويع في العرض ولو بتغيير لفظة واحدة! وأحياناً يكون التنويع بتغيير حرف واحد يغير المعني !
خذ مثالاً لذلك قوله تعالي في سورة البقرة : (آية 49) ((يسومونكم سوء بالعذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم))، وقوله تعالي في سورة إبراهيم (آية6) : ((يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم)).
إن الفرق بين النصين حرف واحد، هو زيادة الواو في الآية الثانية (ويذبحون) ولكن هذا الحرف الواحد يغير المعني. فالآية الأولي تحدد العذاب بأنه هو تذبيح الأبناء واستحياء النساء. أما الآية الثانية فتدل علي أن العذاب كان أنواعاً كثيرة يضاف إليها تذبيح الأبناء واستحياء النساء! وهكذا يؤثر الحرف الواحد في المعني ويجعل الآيتين غير مكررتين كما يتبادر للذهن أول مرة!.
4- من الإعجاز كذلك أن كل سورة من سور القرآن لها جوها الخاص وشخصيتها المتميزة حتي وإن اشتركت في بعض الموضوعات مع غيرها من السور. وقد تكون السور المدنية مختلفة الموضوعات بطبيعتها، لاحتواء كل منها علي مجموعة من التشريعات والتوجيهات غير الأخري، ولاختلاف المناسبة التي نزلت فيها، وإن كان فيها مع ذلك قدر من الموضوعات المشتركة. ولكل ظاهرة التميز والاختلاف قائمة بوضوح في السور المكية كذلك، التي تشتمل كلها علي موضوعات متقاربة، إذ كلها دعوة إلي توحيد الخالق ونبذ الشرك ومناقشة لأوهام المشركين وتنديد نبهم وإنذار لهم بالعذاب في جهنم، مع تقديم البشري للمؤمنين بالجنة. ومع ذلك فكل سورة تعرض هذه الموضوعات المتشابهة بطريقة تخالف الأخري، بحيث يظل قارئ القرآن في جو متجدد علي الدوام ولو كان الموضوع هو ذات الموضوع.
تلك هي بعض سمات الإعجاز اللغوي في القرآن، ويستطيع الدارس أن يلحظها بنفسه في أثناء تلاوته للقرآن أو استماعه إليه، كما يستطيع أن يجد غيرها كلما درب نفسه علي النظر المتعمق في آيات الكتاب.
ثانياً : الإعجاز الموضوعي :
لا نستطيع في الحقيقة أن نفصل بين اللفظ والمعني، أو بين اللغة الموضوع الذي تعبر عنه، وقولنا: إن القرآن معجز لغوياً، معناه أنه معجز في التعبير عن الموضوعات التي يشتمل عليها.
ولكنا نضيف إلي ذلك أن الموضوعات التي يشتمل عليها القرآن هي في ذاتها معجزة، بمعني أن البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثلها ولو احتشدوا كلهم لهذا الأمر، فالإعجاز هنا مزدوج: إعجاز الموضوع في ذاته، وإعجاز التعبير عن الموضوع.
وقد اخترنا موضوعين من الموضوعات القرآنية لنبرز من خلالهما حقيقة الإعجاز الموضوعي في القرآن. وإليك نبذة سريعة عن كل منهما .
1- الإعجاز في التشريع :
في كلمة موجزة نستطيع أن نقول: إن الإعجاز في التشريع يتضح – بغير جهد – من مراجعة التشريعات التي صنعها البشر لأنفسهم خلال ما يقرب من ثلاثين قرناً من الزمان، أي منذ وجدت كتابات تاريخية محفوظة يمكن الرجوع إليها إلي لحظتنا الراهنة .
ولكنا نركز علي التشريعات القائمة اليوم باعتبارها أنضج ما أخرجت البشرية من التشريعات في تاريخها كله، بالنسبة إلي الزيادة الهائلة الحاصلة في معلومات البشر، والتقدم العلمي والمادي الهائل، والاستفادة من خبرات القرون السابقة جميعاً. فماذا نري؟
انقسم العالم في يوم من الأيام إلي معسكرين متميزين: المعسكر الرأسمالي في الغرب، والمعسكر الشيوعي في الشرق، ولكل منهما تشريع يخالف الآخر. فماذا نجد في كل من المعسكرين؟
1- نجد بادئ ذي بدء أن كلا المعسكرين قد ذكر العقيدة في دستوره، ولكن يا له من ذكر!.. فأما الدستور السوفيتي فيقول : ((لا إله! والكون مادة!)). وأما الدساتير الغربية فتنص علي حرية التدين، أي أن الدين مزاج شخصي لا دخل للدولة به، فمن شاء أن يكفر فله الحرية الكاملة في أن يفعل ذلك.
وبعبارة أخري: فإن كلا المعسكرين – علي اختلاف في الدرجة والأسلوب –قد رفض أن يقرر عبودية الإنسان الخالصة لله .
وقد يبدو لأول وهلة أن هذه مسألة لا علاقة لها بالتشريع، لأنها مسألة عقدية بحتة.. ولكن الواقع أن لها صلة أساسية بالتشريع. لأنه حين لا يكون الله هو المشرع، لأنه ليس هو المعبود، فلابد من جهة ما تكون هي مصدر التشريع. وهذا هو الواقع الذي تنص عليه تلك الدساتير.
فالدساتير الغربية تقول – نظرياً – إن الأمة هي مصدر التشريع، الحقيقة أن الطبقة الرأسمالية هي التي تشرع، والدستور السوفيتي يقول – نظرياً كذلك – إن دكاتورية الطبقة العاملة هي مصدر التشريع، والحقيقة أن الحزب الشيوعي الحاكم هو الذي يشرع .
2- انطلاقاً من هذه النقطة فإن تشريعات الغرب الرأسمالي موضوعة لحساب الرأسمالية علي حساب الطبقة العاملة، وتشريعات الشيوعيين موضوعة لحساب السلطة الحاكمة علي حساب الشعب، بمعني أن العدالة منتفية في كلا التشريعين.
3- نجد اختلافاً واضحاً – عند المعسكرين كليهما – في توزيع الأهميات في التشريع، مع تميز كل منهما عن الآخر، ففي المعسكر الغربي نجد الاهتمام الأكبر في الدساتير هو بالجانب السياسي من حياة الشعب، وفي المعسكر الشيوعي نجد الاهتمام الأكبر بالجانب الاقتصادي. ويهمل كلاهما التشريعات الروحية إهمالاً كاملاً، كما أن الاهتمام ضعيف جداً بالتشريعات الخلقية والتشريعات المتعلقة بترابط الأسرة وحفظ كيانها وتماسكها.
4- نجد اختلافاً آخر في تلك التشريعات يتعلق بقضية الفرد والمجتمع وعلاقة كل منهما بالآخر، فالدساتير الغربية تجعل الفرد كائناً مقدساً بصورة تؤدي إلي تفتيت المجتمع وتفكيكه، خلقياً واجتماعياً وإنسانياً كذلك، والدستور الشيوعي يجعل المجتمع هو الكيان المقدس (أي الدولة في واقع الأمر)) بالصورة التي تؤدي إلي سحق الفرد وإفناء شخصيته تماماً من الناحية السياسية والاجتماعية والإنسانية .
5- لا تنص تلك الدساتير (في المعسكرين) علي تشريعات دولية ثابتة، لأن هذه أمور متروكة ((للسياسة)) أي لانتهاز الفرص، ولا تعتمد علي مواثيق واجبة الاتباع .
6- العنصر الأخلاقي مفقود في معظم هذه الدساتير ، وضعيف الأثر جداً في سائرها لأنها تشريعات قائمة علي المصلحة وليست قائمة علي اعتبار أخلاقي أو إنساني، والمصلحة هي دائماً مصلحة الطبقة التي تملك السلطة وإن غطت ذلك بالمعسول من الألفاظ، كالحرية، والإخاء، والمساواة .... إلخ.
إذا جمعنا هذه الحقائق – وهي ليست كل شيء – بالنسبة للتشريعات البشرية في أنضج صورة لها في العصر الحاضر، يتضح لنا – بغير جهد – إعجاز التشريع القرآني الذي هو في الواقع الوجه المقابل تماماً لتلك التشريعات الجاهلية !
1- ينص القرآن بادئ ذي بدء، علي المصدر الذي يحق له وحده أن يضع التشريعات، وهو الله سبحانه وتعالي( )، وينص علي أن هذا جزء أصيل من عقيدة لا إله إلا الله، التي تجعل المسلمين مسلمين!
2- من هذه النقطة تأتي عدالة التشريع لأن الله سبحانه وتعالي لا مصلحة له في ظلم الناس، ولا مصلحة له في محاباة طبقة علي طبقة أو فرد معين علي بقية الأفراد، ولأن الله هو العليم بالخلق الذين خلقهم، وبما يصلح لحياتهم، ولأن الناس جميعاً – حكاماً ومحكومين – يخضعون لهذا التشريع بدرجة واحدة من العبودية لله والطاعة له .
3- من إعجاز التشريع القرآني شموله لجميع نواحي الحياة الإنسانية في وقت واحد، والموازنة بينها جميعاً في ذات الوقت، فلا يوجد جانب من الحياة سياساً كان أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو خلقياً أو فكرياً أو روحياً أمله التشريع القرآني ولم يضع له ما ينظمه، ولا يوجد كذلك اهتمام بأحد الجوانب يطغي علي بقية الجوانب ويضعفها أو يقتلها، وظاهرة الشمول والتوازن هذه من أبرز سمات التشريع الإسلامي كما أنها من أبرز سمات الإسلام في جميع الميادين .
4- نجد في التشريع الإسلامي موازنة كاملة بين الفرد والمجتمع، فلكل منهما حقوق وعلي كل منهما واجبات، وليس لأحدهما وجود مقدس علي حساب الآخر، فالقداسة في الإسلام هي لله، رب الجميع، والكل عبيد له علي التساوي: الفرد والمجتمع علي السواء .
5- يشتمل التشريع الإسلامي علي تشريعات دولية ثابتة (هي علاقة المسلمين بغير المسلمين في السلم والحرب) لأن هذا الأمر في الإسلام ليس متروكاً لانتهاز الفرص: ((وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون(91) ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربي من أمة))(النحل : 91،92).
6- العنصر الأخلاقي عنصر أصيل في التشريع الإسلامي كله، سواء كان تشريعاً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو تنظيم أسرة أو تعامل أفراد بعضهم مع بعض، لأن هذا التشريع إنما نزل لينشئ أمة علي المستوي الإنساني اللائق بالإنسان. ولا يكون الإنسان إنساناً بغير الجانب الأخلاقي.
وتلك كلمة عامة مجملة بالنسبة للإعجاز في التشريع القرآني، وإلا ففي كل تشريع علي حدة مجال لبيان هذا الإعجاز لمن أراد التوسع والتخصص، ولكنا نشير إشارة سريعة إلي تشريعين اثنين:
1. التشريع الخاص بالحدود والقصاص ويكفينا فيه أن نقول: إنه لا يوجد مكان في الأرض كلها يحس فيه الإنسان بالأمن علي دمه وماله وعرضه إلا حيث تطبق الشريعة الربانية وتطبق الحدود. مع ملاحظة أخري هي أن البلاد التي تطبق الحدود هي أقل البلاد جرائم وأقلها قضايا !
2. التشريع الخاص بالخمر، فقد عجزت كل بلاد العالم ((المتحضر)) عن وقف الإدمان علي الخمر، وما يترتب عليه من حوادث القتل والاغتصاب وحوادث الطريق. والمجتمع الاسلامي وحده في التاريخ كله هو المجتمع الذي قل تعاطي الخمر فيه إلي أدني حد ممكن. وذلك لأن التشريع الإسلامي عامة (بما فيه تشريع الخمر) قائم علي أساس العقيدة، والتشريعات الجاهلية كلها قائمة علي أساس السلطة أو النظام. وشتان بين طاعة أمر متصل بالعقيدة، وأمر متصل بالسلطة أو النظام! ((يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون(9.) إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون))(المائدة : 9.،91).
ويمكن أن نضيف هنا – بصدد الإعجاز التشريعي – الدقة العجيبة في الصياغة بحيث أن الآية الواحدة المشتملة علي ألفاظ معدودة تشتمل أحياناً علي مجموعة كاملة من الأحكام كآية الدين مثلاً في آخر سورة البقرة (آية 282)، ولو أن هذا داخل في الإعجاز اللغوي ولكه لصيق الصلة بالإعجاز التشريعي كذلك، فإن مثل هذه الأحكام في الصياغة البشرية تستغرق صفحات وصفحات! ثم يظهر بعد المراجعة أن المشرع قدسها عن بعض الأحكام فيضيف إليها إضافات !
2- الإعجاز العلمي :
من إعجاز القرآن أنه تحدث نعن أمور كونية وعلمية لم تكن معروفة عند العرب المخاطبين بهذا القرآن أول مرة ولا عند غيرهم من الأمم في ذلك الحين، ولم يكشف عنها العلم إلا من وقت قريب. فوجودها في القرآن دليل قاطع علي أنه من عند الله، وأنه لا يمكن أن يكون من قول البشر .
ونشير هنا إلي بعض الحقائق العلمية التي أشار إليها، علي سبيل المثال لا علي سبيل الحصر :
1- أشار القرآن إلي الجبال بأنها رواس تمنع الأرض أن تميد بالناس :
((خلق الله السموات بغير عمد ترونها وألقي في الأرض رواسي أن تميد بكم ))(لقمان:1.).
وفي هذا القرن فقط عرف الناس عن طريق العلم أن الجبال تحفظ توازن الأرض وأنه حين يختل هذا التوازن لسبب من الأسباب تحدث الزلازل والبراكين التي تعيد إلي الأرض توازنها .
2- أشار القرآن إلي تكون اللبن في بطون الأنعام من الفرث ((وهو الغذاء المهضوم) والدم : ((وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين))(النحل : 66).
وتلك حقيقة علمية لم يكشفها العلم إلا في هذا القرن .
3- أشار القرآن إلي ظاهرة ((الأزواج)) في بنية هذا الكون : ((سبحانه الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون))(يس : 36).
وفي السموات الأخيرة فقط كشف العلم عن بعض ما لم يكن معلوماً وقت نزول القرآن وهو أن التفاعل الكيماوي هو في الحقيقة عملية تزاوج بين المواد المتفاعلة، ذلك أن ذرة كل مادة مكونة من نواة موجبة وعدد من الكهارب السالبة، وأن هذه الكهارب تدور في حلقات حول النواة ولكن الحلقة الأخيرة منها لا تكون كاملة، ويتم التفاعل الكيماوي إذا وجد عنصر يكمل للعنصر الآخر حلقته الأخيرة. فلنفرض مثلاً أن عنصراً فيها كهربان اثنان، فإذا تلاقي هذا العنصر مع عنصر آخر تتكون حلقته الأخيرة من سبع كهارب، فإنه يتم التفاعل بينهما، بإكمال الحلقة ذات الكهربين إلي تسع كهارب كبقية الحلقات!
4- أشار القرآن إلي مراحل نمو الجنين: ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين(13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين))(المؤمنون : 12-14).
ولم يكشف التشريح وعلم الأجنة عن هذه المراحل إلا في العصر الحديث .
5- أشار القرآن إلي تكون السحاب الركامي : ((ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فتري الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ))(النور : 43).
ولم يتمكن العلماء من معرفة هذه الحقيقة إلا بعد أن صعدوا بالطائرات فوق السحاب.
6- يقول القرآن : ((وهو الذي مد الأرض جعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون))(الرعد : 3).
وهنا تتابع ملحوظ في الآية . ولكن هذا التتابع لم تكن دلالته واضحة عند المخاطبين بهذا القرآن أول مرة. ورويداً كشف العلم عن جانب منه. فإن وجود الرواسي عامل مهم في تكوين السحب التي ينزل منها المطر فيكون الأنهار، ذلك أن الرياح المحملة بالأبخرة تصطدم بها فتصعد إلي أعلي فتبرد في طبقات الجو العليا ويتكاثف ما فيها من بخار الماء فينزل في صورة مطر. ومن المطر تتكون الأنهار. ثم إن هذه الأنهار هي التي تسقي الزرع فتتكون الثمار ذات الأزواج – إشارة إلي عملية التلقيح التي تحدث في الزهرة فتتكون منها الثمرة – ولكن غشيان الليل النهار في هذا التتابع ((العلمي)) الملحوظ في الآية لم يكن معلوماً دلالته (وربما لم تلحظه الأجيال السابقة) حتي كشف العلم حديثاً جداً عن صلة الظلام (الذي يجئ مع الليل) بتكون الثمرة! وكان هذا نتيجة حادث عرضي لم يكن في حسبان أحد! ذلك أن إحدي الشركات في اليابان أقامت إعلاناً مضيئاً (بالنيون) في مزرعة أرز يملكها أحد المزارعين، فلاحظ المزارع أن المحصول قد ضعف فرفع قضية علي الشركة المعلنة يطالبها بالتعويض، ويدعي عليها أن الإعلان بالباهر الضوء هو السبب في قلة المحصول! وإذ كانت هذه مسألة تحتاج إلي تحقيق علمي، فقد أحالت المحكمة القضية إلي العلماء ليدلوا فيها بمعلوماتهم. ومن ثم أجريت سلسلة من الأبحاث ثبت في نهايتها أن الإعلان المضيء كان بالفعل سبباً في قلة المحصول لأنه أقلق راحة النبات في فترة الليل، وهي التي تنمو فيها الزهرة ثم تثمر! وكشف العلماء عن حقيقة أغرب من ذلك وهي أن كل نبات يحتاج إلي فترة معينة من الظلام تختلف عن غيره! وأن توزيع النبات علي سطح الأرض مرتبط بجملة عوامل من بينها طول فترة الليل في كل منطقة من المناطق. فإذا كان النبات يحتاج إلي اثنتي عشرة ساعة من الظلام في فترة التزهير فإنه لا ينمو في منطقة ظلامها عشر ساعات فحسب، أو إن نما فإنه يكون ضعيفاً ولا يعطي ثمرة!
وهكذا تبين أن إغشاء الليل النهار المذكور في الآية هو جزء من التتابع ((العلمي)) الملحوظ في الآية من أولها إلي آخرها مما لم يكن معروفاً خلال أكثر من ثلاثة عشر قرناً منذ نزول القرآن !
هذا وفي القرآن إشارات كونية وعلمية كثيرة، منها ما كشف عنه العلم ومنها ما لم يكشف عنه حتي اليوم، وهي تثبت بدليل قاطع أن هذا القرآن من عند الله العليم الحكيم، وأنه ما كان يتأتي لبشر أن ينطق به من عند نفسه.
ولكنا لا نحتاج أن نجري وراء الكشوف العلمية لاهثين كما يصنع بعض الكتاب المحدثين لإثبات الإعجاز العلمي للقرآن، فكلما كشف العلم كشفاً جديداً قالوا : لقد تحدث القرآن عنه من قبل !
لا نحتاج أن نصنع ذلك لأن هذه الكشوف ذاتها ما زالت في مرحلة الإثبات، وكثير منها لم يصبح بعد حقيقة علمية نهائية. فلا يجوز أن نربط تفسيرنا للإشارات الكونية في القرآن بهذه النظريات المتقلبة التي قد يثبت خطؤها في الغد. ولأن دلائل الإعجاز في القرآن من الكثرة والثبوت والقطع بحيث لا نحتاج إلي الركض وراء هذه النظريات كأننا ما زلنا في حاجة إلي مزيد من الإثبات! ويكفينا جداً ما أثبته العلم علي أنه حقائق نهائية. بل إشارة واحدة تكفي لإثبات الإعجاز .
وضع العالم الإسلامي المعاصر
لاشك أن الوضع الحالي للعالم الإسلامي هو أسوأ وضع مر به في التاريخ
والمسلمون اليوم يبلغون أكثر من ألف مليون من البشر في مختلف قارات الأرض، وهو أكبر تعداد لهم في التاريخ، ولكنهم غثاء كغثاء السيل كما تحدث عنهم الرسول صلي الله عليه و سلم : ((يوشك أن تداعي عليكم الأمم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها)) قالوا : أمن قلة نحن يؤمئذ يا رسول الله؟ قال : ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل)).
لم يحدث في تاريخ الأمة الإسلامية أن تكالب عليها أعداؤها بمثل الضراوة التي يتكالبون بها عليها في الوقت الحاضر : يذبحون ويقتلون في كل مكان غلب عليه أعداؤهم، ويشردون من أرضهم وأموالهم، ويسلط عليهم أعداء من داخلهم أو من خارجهم يحكمونهم بغير ما أنزل الله، لحساب أعدائهم الذين لا يؤمنون بلا إله إلا الله، وينتقص الوطن الإسلامي مرة بعد مرة بإقامة دول غير إسلامية في أرضه .وتفتت وحدته، ثم تقسم الدولة منه إلي دويلات.
والفقر والجهل والمرض يتفشي في العالم الإسلامي علي الرغم من أن تربته تحوي أكبر ثروات العالم علي الإطلاق!
فالثروة المعدنية – والبترولية خاصة – والثروة الزراعية، والثروة البشرية الموجودة في الأرض الإسلامية تعد أكبر من مثيلاتها عند أي دولة أخري من دول العالم كله. ومع ذلك فالمسلمون هم أفقر أهل الأرض وأكثرهم تأخراً في جميع الميادين .
كيف حدث ذلك وما أسبابه ؟
لقد وعد الله هذه الأمة بالاستخلاف والتمكين في الأرض : ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً))(النور : 55).
فهل تخلي الله عن وعده لهذه الأمة؟ حاشا لله أن يخلف وعده ولا يتحقق إنما الذي تغير هو وضع هذه الأمة من ربها ومن كتابها .
لقد اشترط الله عليهم شرطاً معيناً مقابل الاستخلاف والتمكين والتأمين :
((يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) فأين هم اليوم من هذا الشرط؟ أين هم من الالتزام بأمر ربهم وتحكيم شريعته ؟
لقد اعرضوا عن القرآن الكريم إعراضاً. فلا هو الذي يستمدون منه الشريعة التي تحكمهم، ولا هو الذي يستمدون منه منهج تربيتهم، ولا هو الي يستمدون منه أخلاقهم وأفكارهم ومشاعرهم وأنماط سلوكهم.
وإنما وجهتهم في ذلك كله هي أوربا، شرقها أو غربها سواء .. فكيف يطمعون أن ينصرهم ربهم وهم معرضون عن كتابه، وأن يمكن لهم في الأرض وهم مخالفون لشرطه ؟
لقد ابتلي الله إبراهيم عليه السلام ذلك الابتلاء الضخم الذي أبلي فيه بلاء حسناً فكافأه الله علي طاعته فقال له : ((إني جاعلك للناس إماماً)). وعندئذ أدركته رغبته الفطرية في أن يكون هذا العهد لذريته من بعد فيكونون أئمة للناس: ((قال ومن ذريتي )) فماذا قال له الله سبحانه وتعالي في لحظة التقريب والتكريم والإعزاز؟ ((قال لا ينال عهدي الظالمين))(البقرة : 124).
فهذه سنة من سنن الله الجارية التي لا تتبدل ولا تحابي أحداً. إن الله لا يعطي الناس التمكين في الأرض لأنهم من ذرية قوم مؤمنين بل لأنهم هم أنفسهم مؤمنون. فإذا تخلوا عن شرط الإيمان الصحيح فلا ينفعهم يومئذ أن يكونوا ذرية لقوم مؤمنين !
ولقد عرض القرآن علينا سيرة بني إسرائيل بتفصيل كامل لكي لا نقع فيما وقعوا فيه، وحذرنا من ذلك تحذيراً : ((سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب))(البقرة : 211).
فماذا كان من بني إسرائيل؟ ((فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدني ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا علي الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون))(الأعراف : 169).
والأمة الإسلامية اليوم تقف في الموقف الذي حذرها الله منه. يتركونم كتابهم من أجل عرض من أعراض الحياة الدنيا ويمنون أنفسهم بالأماني الفارغة ويقولون : سيغفر لنا! لا جرم إذن أن يكونوا علي حالهم الذي هم فيه؟!
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
لا يكفي أن ندعي الإيمان ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل .
لا يكفي أن ندعي الإيمان لنكون مؤمنين! إنما لابد لذلك من واقع سلوكي يصدق هذه الدعوي ويحولها إلي حقيقة .
ولقد مر علي المسلمين – في انحرافهم التدريجي – وقت أصبح الدين فيه معني قلبياً وجدانياً لا صلة له بالواقع! ويقول الواحد منهم لا تحكم علي بظاهر أعمالي فأنا مؤمن في داخل قلبي وهذا يكفي، والله هو المطلع علي خفايا القلوب !
من أين جاءوا بهذا التصور المنحرف لحقيقة الدين؟ إنه أشبه شيء بالمفهوم الكنسي الغربي : ((الدين علاقة بين العبد والرب ومحله القلب)) أي لا صلة له بواقع الحياة وإنما هو مشاعر وجدانية داخل القلب فحسب!
إنما جاء الإسلام ليحول الدين واقعاً يعاش! لا كما كان العرب في الجاهلية يخالفون أمر الله في الصغيرة والكبيرة، ثم يقولون: نحن علي دين إبراهيم ! ((إن الدين عند الله الإسلام))(آل عمران : 19).
ولا يكون المسلمون مسلمين حقاً وهم يحكمون في حياتهم شريعة غير شريعة الله، ويتخذون تصوراتهم وأفكارهم وأنظمتهم وتقاليدهم وأنماط سلوكهم من مصدر غير المصدر الرباني، ويتخذون القدوة لهم رجالاً ونساء من الشرق أو الغرب، لا يؤمنون بالله ولا برسوله .
إنما الإيمان الحقيقي لابد له من مظهر سلوكي واقعي .
إن الإيمان يتلخص في شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أي المبلغ من عند الله بالحق.
وإن التصديق بما جاء به الرسول صلي الله عليه و سلم من عند الله، له مقتضي لابد أن يري في واقع الحياة، ومقتضاه هو السلوك الفردي والجماعي وفق شريعة الله .
فأما الفرد فينبغي أن يلتزم بما أمره به ربه وما نهاه عنه. وأما الجماعة فينبغي أن تحكم شريعة الله وتقوم علي هذا الأمر بجهدها كله وترفض أن تحكم بغير ما أنزل الله .
وحين يلتزم الفرد والجماعة بهذا الأمر يصبح الفرد مسلماً والجماعة مسلمة في عالم الواقع لا بالاسم ولا بالشعارات. ويصبح السلوك الواقعي في المجتمع سلوكاً إسلامياً حقيقياً، لا كالذي نشاهده اليوم في أرجاء العالم الإسلامي: شيئاً أبعد ما يكون عن الإسلام .
وإن قوماً ليدعون حب الرسول صلي الله عليه و سلم ويبكون من شدة الوجد حين يذكرون اسمه الكريم.. ثم لا يهمهم بعد ذلك أن يتحاكموا إلي شريعة غير شريعة الله، ولا أن تجري حياتهم كلها بعيداً عن منهج الله !
وما هكذا الإسلام ..
((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً(123) ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً))(النساء:123،124).