المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏ Empty
مُساهمةموضوع: تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏   تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏ Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 27, 2013 11:12 am


فصـــل في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏
المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية

وقوله‏:‏ ‏{‏‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى}‏‏ ‏[‏الأعلى‏:‏ 10‏]‏، يقتضى أن كل من يخشى يتذكر‏.‏‏ والخشية قد تحصل عقب الذكر، وقد تحصل قبل الذكر، وقوله‏:‏ ‏{‏مَن يَخْشَى‏}‏ مطلق‏.‏ومن الناس من يظن أن ذلك يقتضى أنه لابد أن يكون قد خشى أولًا حتى يذكر، وليس كذلك‏.‏‏ بل هذا كقوله‏:‏ ‏{‏‏هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 2‏]‏، وقوله‏:‏‏{‏‏إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}‏‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 45‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}‏‏ ‏[‏ق‏:‏ 45‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ‏} ‏[‏يس‏:‏ 11وهو إنما خاف الوعيد بعد أن سمعه، لم يكن وعيد قبل سماع القرآن ، وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ‏} ، وهو إنما اتبع الذكر وخشى الرحمن بعد أن أنذره الرسول‏.‏وقد لا يكونون خافوها قبل الإنذار، ولا كانوا متقين قبل سماع القرآن، بل به صاروا متقين‏.‏‏ وهذا كما يقول القائل‏:‏ ما يسمع هذا إلا سعيد، وإلا مفلح، وإلا من رضى الله عنه‏.‏‏ وما يدخل في الإسلام إلا من هداه الله، ونحو ذلك‏.‏وإن كانت هذه الحسنات والنعم تحصل بعد الإسلام وسماع القرآن‏.‏ومثل هذا قوله‏:‏ ‏{‏‏هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ‏} ‏[‏الجاثية‏:‏ 20‏]‏‏.‏‏ وقد قال في نظيره‏:‏ ‏{‏‏وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى‏}‏‏ ‏[‏الأعلى‏:‏ 11‏]‏، وإنما يشقى بتجنبها‏.‏‏ وهذا كما يقال‏:‏ إنما يحذر من يقبل، وإنما ينتفع بالعلم من عمل به‏.‏‏ فمن استمع القرآن فآمن به وعمل به صار من المتقين الذين هو هدى لهم‏.‏ومن لم يؤمن به ولم يعمل به لم يكن من المتقين، ولم يكن ممن اهتدى به‏.‏بل هو كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}‏‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 44‏]‏، ولم يرد أنهم كانوا مؤمنين، فلما سمعوه صار هدى وشفاء، بل إذا سمعه الكافر فآمن به صار في حقه هدى وشفاء، وكان من المؤمنين به بعد سماعه‏.‏‏ وهذا كقوله في النوع المذموم‏:‏‏{‏‏يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ‏} ‏[‏البقرة‏:‏ 26-27‏]‏، ولا يجب أن يكونوا فاسقين قبل ضلالهم، بل من سمعه فكذب به صار فاسقًا وضل‏.‏وسعد بن أبى وقاص وغيره أدْخلوا في هذه الآية أهل الأهواء كالخوارج‏.

‏‏وكان سعد يقول‏:‏ هم من ‏{‏‏الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ‏} ولم يكن على، وسعد، وغيرهما من الصحابة يكفرونهم‏.‏‏ وسعد أدخلهم في هذه الآية لقوله‏:‏ ‏{‏‏وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}‏‏‏.‏وهم ضلوا به بسبب تحريفهم الكلم عن مواضعه وتأويله على غير ما أراد الله‏.‏‏ فتمسكوا بمتشابهه، وأعرضوا عن محكمه، وعن السنة الثابتة التي تبين مراد الله بكتابه‏.‏‏ فخالفوا السنة وإجماع الصحابة مع ما خالفوه من محكم كتاب الله تعالى‏.‏ولهذا أدخلهم كثير من السلف في الذين ‏{‏‏فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ‏} ‏[‏آل عمران‏:‏ 7‏]‏، ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 159‏]‏، وبسط هذا له موضع آخر‏.‏والمقصود الآية‏.‏وقد دلت على أن كل من يخشى فلابد أن يتذكر‏.‏‏ فقد يتذكر فتحصل له بالتذكر خشية، وقد يخشى فتدعوه الخشية إلى التذكر‏.‏وهذا المعنى ذكره قتادة؛ فقال‏:‏ والله‏!‏ ما خشى الله عبدٌ قط إلا ذكره‏.‏‏{‏‏وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى‏}‏‏، قال قتادة‏:‏ فلا والله‏!‏ لا يتنكب عبد هذا الذكر زهدًا فيه وبغضًا له ولأهله إلا شقيا بَين الشقاء‏.‏‏ والخشية في القرآن مطلقة تتناول خشية الله وخشية عذابه في الدنيا والآخرة‏.‏قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}‏‏ ‏[‏النازعات‏:‏ 42-45 ‏]‏‏.‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ}‏‏ ‏[‏ق‏:‏ 45‏]‏‏.‏‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ‏} ‏[‏الشورى‏:‏ 17- 18‏]‏‏.‏‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ‏} ‏[‏الطور‏:‏ 26- 27‏]‏‏.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى‏}‏
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فصل في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى‏}‏
» تفسير قوله‏ تعالى:‏ ‏{‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى}
» فصـل في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ‏}‏
» تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى‏}‏
» تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ‏}‏‏ ‏

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: