المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

موسى عليه السلام  Empty
مُساهمةموضوع: موسى عليه السلام    موسى عليه السلام  Icon_minitimeالسبت أغسطس 24, 2013 9:02 pm

موسى عليه السلام :
(( وكلم الله موسى تكليما))(النساء : 164).

((قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين))(الأعراف:144).

من أكثر القصص وروداً في القرآن الكريم قصة موسى وفرعون، ذلك أنها مليئة بالعبر لمن يتدبرها، وزاخرة بالدروس التي تنفع المؤمنين.

كانت عين ا لله ترعاه منذ مولده، لأن الله كان يعده لأمر خطير ..

ولد في مصر، في بيت من بيوت بنى إسرائيل، في الوقت الذي كانت أشد ألوان الاضطهاد تقع عليهم تنفيذاً لقرار اتخذه ضدهم فرعون، فكان كل ولد ذكر يولد في بيوت بنى إسرائيل يقتل بأمر ذلك الفرعون، وتترك البنات لينشأن في الذل والضياع بغير رجال! وذلك فضلاً عن ألوان أخرى من السخرة والاستعباد والتعذيب، وكانت الحجة الظاهرية لفرعون في هذه الأعمال أن بنى إسرائيل قد كثروا في البلاد فهو يخشى مغبة زيادتهم! والحقيقة أنهم كانوا على دين غير دينه، يعبدون إلههم الذي عرفوه منذ أيام إبراهيم وإسماعيل وإسحاق: ((أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق واحداً ونحن له مسلمون))(البقرة : 133).

وقد كانوا جاءوا إلى مصر أيام يوسف عليه السلام، ومكثوا فيها وتكاثروا، فظلوا يعبدون الله ولا يعبدون الفرعون.. ومن هناك غضبه عليهم وطغيانه فيهم ..

ولقد كان يملك – لو صدقت حجته الظاهرية – أن يطردهم من مصر ويعيدهم إلى بلادهم التي جاءوا منها، فيتخلص منهم دون أن يوقع الأذى بهم. ولكنها شهوة الطغيان والاستعباد التي كانت تحركه ضد بنى إسرائيل.

في تلك الظروف العصيبة ولد موسى عليه السلام، فخافت عليه أمه من عيون فرعون أن يكشفوا وجوده فيقتلوه. وهنا تبدأ نعم الله عليه، إذ يوحى إلى أمه بالوسيلة التي تحفظه من القتل، وإن كانت تبدو في عينها وسيلة عجيبة، هي أعجب ما يخطر في البال على الإطلاق!

ولنرجع إلى سورة القصص نأخذ منها تفصيل قصة موسى :

((وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين))(القصص: 7)).

يا لها من بشارة في أحرج اللحظات، وإن كانت الوسيلة عجيبة لولا أنها من عند الله .

أرضعيه ولا تخافي! وإذا خفت عليه من جنود فرعون فألقيه في اليم! ولا تخافي ولا تحزنى ! إنا رادوه إليك.. وليس هذا فحسب. بل إنا جاعلوه كذلك من المرسلين .

ولم يطمئن قلب أم موسى أن تبقيه في بيتها وترضعه! وكأنها اطمأنت إلى الوسيلة الثانية أكثر، فهو في اليم أبعد عن جنود فرعون! ولكن قدر الله من وراء ذلك كان يرتب أمراً! ((فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزناً إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين(Cool وقالت امرأت فرعون قرت عين لى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وهم لا يشعرون))(القصص: 8،9).

لقد حمله التيار إلى قصر فرعون فالتقطوه. ولقد عرفوا من قرائن الحادث أن هذا وليد من بنى إسرائيل فهموا بقتله بادئ ذى بدء حسب أوامر الفرعون. ولكن الذي يجرى في الكون هو أمر الله لا أمر الفرعون ولا غيره من الكائنات، ولئن كان أمر فرعون سارياً ونافذاً فليس لأنه الفرعون ذو الجبروت، ولكن لأن الله قد قدر ذلك لأمر يريده – سبحانه – ويعلمه ، فإذا أراد الله أن ينجو موسى من القتل، فلن يستطيع أمر فرعون أن ينفذ! لأنه لم يكن نافذاً من قبل بذات نفسه ولكن بمشيئة الله، فإذا وقفت مشيئة الله في طريقه فإني له النفاذ ؟!.

بل تتم السخرية العظمى بآل فرعون – بقدر الله المقدر – أن يكونوا هم الذين يتولون حمايته وتربيته ((ليكون لهم عدواً وحزناً)) ((وهم لا يشعرون))!.



إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار .

((واصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين))(القصص:10).

مرة أخرى تتدخل رعاية الله.. إنها لو أبدت ما هي فيه من خوف وقلق لانكشف الأمر، ولعرف عيون فرعون في أى بيت ولد موسى .. وعندئذ فقد يقع البطش بأهل البيت كله ومن فيه. ولكن الله يربط على قلبها بالإيمان.

إن الله هو الذي يربط على القلوب فتثبت، وليس البشر من عند أنفسهم هم الذين يصنعون!

((وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون(11) وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكلفونه لكم وهم له ناصحون(12) فرددناه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق))(القصص:11-13).



كل خطوة بتدبير من الله حتى يبلغ الأمر غايته المقدرة

الرضيع – بتقدير الله – يرفض المراضع جميعاً ((وحرمنا عليه المراضع)) حتى يخشى عليه آل فرعون من الهلاك جوعاً . وفي ذلك الوقت تدفع أم موسى ابنتها – بدافع القلق عليه – لتتقصى أخباره. فذهب الفتاة – ولا حرج عليها فإن فرعون لا يتعرض للنساء بالقتل بل يبقيهن إمعاناً في الفساد! – فتبصر فه في قصر فرعون فترشدهم – وهم لا يعرفونها – إلى أهلها ليرضعوه ويكلفوه!

وتتم الحقة الأولى من القدر المقدور، فيرجع موسى إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن، ولتعلم أن وعد الله حق!

وتبدأ الحلقة الثانية في قصر فرعون، حيث يربى موسى كأنه أمير من أمراء الأسرة، يعزز ويكرم، ويؤتى له بالمعلمين والمثقفين، ويتعلم لغة قومه في بيت أمه، ولغة فرعون في بيت فرعون!

ثم يدخل في مرحلة ثالثة تنقل خطواته – بقدر الله – إلى بعيد ..

((ولما بلغ أشهده واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزى المحسنين(14) ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو ضل مبين(15) قال رب إني ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له إنه هو الغفور الرحيم(16) قار ب بما أنعت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين (17) فأصبح في المدينة خائفاً يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لقوى مبين(18) فلما أن أراد يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفساً بالأمس إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين(19) وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين(20) فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين))(القصص:14-21).

لقد توجه إلى مدين – بقدر من الله – وهناك على بئر مدين وجد زحمه من الناس يسقون، ووجد فتاتين لا تقدران على الحصول على الماء حتى يخف الزحام وليس لهما من يحمل عنهما ذلك العبء لأن أباهما شيخ كبير، فتقدم موسى بما فيه من شهامة وأريحية فسقى لهما، ثم تولى إلى الظل يستريح من عناء السفر ويشكر الله على الأمن والماء والظل.. فإذا إحدى الفتاتين تدعوه لمقابلة أبيها ليجزيه على شهامته ومروءته. فلما قص عليه موسى قصته قال له : (( لا تخف نجوت من القوم الظالمين)). ثم عرض عليه – بناء على اقتراح الفتاة باستئجاره – أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل خدمته ثمانية أعوام أو عشرة إذا شاء ، فقبل موسى العرض وبقى مع الرجل الصالح تلك السنوات.

وانتهي الأجل المضروب فخرج موسى بأهله ، فآنس من جانب الطور ناراً فقال لأهله: امكثوا حتى آتيكم من النار بقبس تصطلون دفئه.. وهناك تقع لموسى مفاجأة مذهلة لم تكن له – ولا لغيره – في الحسبان.

إن النار التي ذهب يأتى منها يقبس يصدر منها صوت يناديه! ويقول الصوت: إني أنا الله رب العالمين!

((فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون(29) فلما آتاها نودى من شاطىء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين))(القصص 29،3.).

إنها مفاجأة يذهل لها أى إنسان. ولا شك أن موسى قد أذهلته المفاجأة لولا الأنس الذي أحسه في ذلك الصوت، والذي جعله يبقى إلى جانب النار يستطلع ما يكون من أمرها.

أما المفاجأة التي لم يطقها موسى فهي تحرك العصى التي كان يحملها كأنها ثعبان ضخم!

((وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين(31) اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوماً فاسقين(32) قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون))(القصص:31-32).

لقد أصبح موسى رسولاً منذ تلك اللحظة. وها هو ذا يؤمر أن يذهب إلى فرعون بهاتين المعجزتين: العصا التي تتحول إلى ثعبان ضخم، واليد التي يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء .

ولكن موسى يخاف الذهاب إلى فرعون. لقد قتل منهم نفساً، فهو عرضة أن يقتلوه، وفي لسانه عقدة فهو يخشى أن يضطرب نطقه فلا يفصح عما يريد أن يقول، ويطلب من الله أن يرسل معه أخاه هارون يعاونه في الأمر:

((قال رب إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون(33) وأخى هرون هو أفصح منى لساناً فأرسله معى ردءاً يصدقنى إني أخاف أن يكذبون))(القصص: 33،34) .

وتتجلى نعمة الله عليه فيجيب سؤاله، ويطمئنه إلى أن فرعون وملأه لن يصيبوه بالأذى : ((قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون))(القصص:35). و يذهب موسى إلى فرعون بالآيات فيحدث بينه وبينه ما يحدث في كل جاهلية بين الطاغوت وبين الداعية الذي يدعو إلى لا إله إلا الله ؟!.



إنها قصة واحدة مكررة في التاريخ !، ما من طاغوت في الأرض يرحب بدعوة لا إله إلا الله أو يهادنها على أقل تقدير!

إنها كلمة بسيطة غاية البساطة : ((لا إله إلا الله)) ولكنها كما قلنا من قبل تدوى في أذن الطاغوت كالصيحة المدوية. إن معناها المباشر أن هذا الطاغية ليس إلها كما يريد أن يصنع من نفسه، إنما هو عبد الله، ينبغى أن يخضع لسلطانه، ويأتمر بأمره، لأنه هو – سبحانه وتعالى – الإله الحقيقى الذي يعبد وحده، ويحكم في أمور الناس بحكمه وحده .

من هنا تنشب المعركة بين الطاغية وبين الداعية للآ إله إلا الله، ولو كان الداعية لا يحمل سلاحاً ولا يدعو لقتال، بل يدعو للمهانة والانتظار كما دعا نبي الله شعيب: ((وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين(87) قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا))(الأعراف: 87،88).

إن الطاغية يعتبر مجرد الدعوة للآ إله إلا الله حرباً معلنة ضده هو شخصياً لأنه يدرك جيداً معناها! يدرك أن معناها رد السلطة المغتصبة التي يستعبد بها الناس إلى صاحبها الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى رب الجميع.

ومع أن موسى لم يطلب من فرعون بادئ الأمر أن يؤمن ويتبعه، إنما طلب منه فقط أن يطلق بنى إسرائيل ولا يعذبهم، إلا أن المعركة نشبت مع ذلك بينه وبين موسى كما تنشب في التاريخ كله بين الطاغية وبين الدعوة للا إله إلا الله! ذلك أن موسى إنما يطالبه بإطلاق بنى إسرائيل وعدم تعذيبهم باسم الله الذي هو مرسل من قبله؛ ومن ثم فالقضية واحدة في النهاية! قضية الإله الحقيقى الذي ينبغى أن يطاع : هل هو الله أم الطاغوت!.



إنك من أي باب دخلت، فالقضية في حس الطاغوت واحدة !، قد تكون القضية هي رفع ظلم سياسي، أو ظلم اجتماعي، أو ظلم اقتصادي، أو ظلم فردى، ولكنك إذا طلبت رفع الظلم باسم الله، وباسم الحكم بما أنزل الله، فقد كفرت بالطاغوت، وأعلنت صراحة أو ضمناً نزع الربوبية منه وردها إلى الله! وكل شيء قد يحتمله الطاغوت وإلا هذه بالذات! إنه يحس أنهاه تصيبه في مقتل، ولو كانت كلمة تعلن بغير سلاح ولا قتال! و قد أحس فرعون كما يحس الطغاة أبداً حين يدعون إلى شيء باسم الله وطاعة الله أبى واستكبر ثم هدد بالبطش !.



وفي الحوار الذي دار بينهما كما ورد في سورة الشعراء ما ينبئ عن ذلك: ((فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين (16) أن أرسل معنا بنى إسرائيل أن أرسل معنا بنى إسرائيل(17) قال ألم نربك فينا وليداً ولبثتب فينا من عمرك سنين(18) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين (19) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين(20) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين(21) وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسرائيل(22) قال فرعون وما رب العالمين(23) قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين(24) قال لمن حوله ألا تستمعون(25) قال ربكم ورب آبائكم الأولين(26) قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون(27) قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون(28) قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين))(الشعراء : 16-29).



موسى يطلب إطلاق بنى إسرائيل، وفرعون يحول القضية إلى قضية الألوهية: من المعبود الذي ينبغى أن يطاع؟ وذلك أن موسى يطلب إطلاق بنى إسرائيل باسم الله، لا باسم قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو وطنية أو عرقية!



((فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين(36) وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون(37) وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحاً لعلى أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين(38) واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون))(القصص:36-39).

لقد رأوا من موسى سبع آيات بينات: العصا، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.

((ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل(134) فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون))(الأعراف:134،135).



وبقيت من الآيات التسع التي أرسل بها موسى آيتان:

((وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى متبعون(52) فأرسل فرعون في المدائن حاشرين(53) إن هؤلاء لشر ذمة قليلون(54) وإنهم لنا لغائظون(55) وإنا لجميع حاذرون(56) فأخرجناهم من جنات وعيون(57) وكنوز ومقام كريم(58) كذلك وأورثناها بنى إسرائيل(59) فأتبعوهم مشرقين(6.) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون(61) قال كلا إن معى ربى سيهدين (62) فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم(63) وأزلفنا ثم الآخرين (64) وأنجينا موسى ومن معه أجمعين(65) ثم أغرقنا الآخرين))(الشعراء:52-66).

غرق فرعون الذي قال لملئه : ((أنا ربكم الأعلى))(النازعات : 24).

وغرق معهم جنده الذين استخفهم – بفسقهم – واستعبدهم لسلطانه: ((فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين))(الزخرف:54).

كانت آية لكل جبار عنيد في الأرض. ولكن متى كان الطغاة يعتبرون؟ ((قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون))(يونس:1.1).

وانتهت فترة عصيبة من حياة موسى.. فترة الجهاد الذي استمر بضع سنوات مع فرعون وملئه، والأذى ينزل ببنى إسرائيل لا يكف عنهم، وهو يحاول أن يبعث فيهم الصبر والاصطبار، ويبعد عنهم شبحخ اليأس:

((وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون(127) قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين(128) قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون))(الأعراف: 127-129).

ويتحقق وعد الله لبنى إسرائيل فيستخلفهم في الأرض :

((وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون))(الأعراف:137).

فهل استقاموا على طريق الله الذي أسبغ عليهم من نعمه ما لم يسبغه على أحد من العالمين؟! كلا! إنهم ما كادوا يحسون بالأمن من أذى فرعون وظلمه، ويحسون بالكرامة بعد الهوان والذل، حتى بدءوا يتجبرون ويعصون ربهم، حتى وموسى عليه السلام حى بين ظهرانيهم!

((وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون))(الأعراف:138).

ثم اتخذوا العجل الذهبى إلها حين ذهب موسى لميقات ربه !

((واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلاً جسداً له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلاً اتخذوه وكانوا ظالمين))(الأعراف : 148).

وقالوا : لن نؤمن حتى نرى الله جهرة!

((وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون))(البقرة:55).

وتوالت جرائمهم ومعاصيهم بعد ذلك وموسى يصبر عليهم ولا يسلم من أذاهم! ((يأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً))(الأحزاب : 69).

((أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل))(البقرة : 1.Cool.

وكانت قمة معصيتهم – في حاية موسى – هي رفضهم الجهاد لدخول الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها:

((وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين(20) يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين(21) قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون(22) قال رجلان من الذين يخافون الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين(23) قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون(24) قال رب إني لا أملك إلا نفسى وأخى فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين(25) قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين))(المائدة: 2.-26).

ومضى موسى للقاء ربه بعد طوال المصابرة على عصيانهم وانحرافهم، والمحاولة الدائبة لتقويمهم.. مضى وهم سادرون في غيهم، لا يزيدون إلا معصية لله وكفراً به ويجمل القرآن الكريم وصفهم في مثل هذه الآيات:

((يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطاناً مبيناً(153) ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم ولنا لهم ادخلوا الباب سجداً وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظاً(154) فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً(155) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً(156) وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً(157)ب بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً (158) وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً (159) فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً(16.) وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذاباً أليماً))(النساء : 153-161).

لذلك استحقوا اللعنة وباءوا بغضب من الله :

((لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)(المائدة : 78،79).

((وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون))(البقرة: 61).

((إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم(21) أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين))(آل عمران: 21،22).

لقد صنع اليهود من الشر في أجيالهم المتعاقبة ما لم تصنعه أمة أخرى في التاريخ.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إبراهيم عليه السلام
»  عيسى عليه السلام :
» معركة موسى وفرعون
» باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب
» عرف السنة لغة وشرعا، مع بيان ما تطلق عليه ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: