المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة البقرة من سورة 68 إلى غاية 92

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

سورة البقرة  من سورة 68 إلى غاية 92 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة من سورة 68 إلى غاية 92   سورة البقرة  من سورة 68 إلى غاية 92 Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 09, 2013 4:55 pm

سورة البقرة من سورة 68 إلى غاية 92


{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ [الآية 68

فهل فعلوا .. ؟، لا ..!!، ولكن قالوا لموسى ادع لنا ربك يبين لنا ما هى ..؟، إنه التعنت إذاً ..!! ومع ذلك : سأل موسى ربه، وكانت الإجابة إنه يقول إنها بقرة لا كبيرة فى السن ، ولا صغيرة ، بل بين هذا وذاك ، فتية فى أحلى أيام عمرها، شدَّدوا : فشدد الله عليهم، ولذا: قال موسى ناصحاً لهم فافعلوا ما تؤمرون به ؛حتى لا يشدد الله عليكم أكثر من ذلك.

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } [الآية 69

فهل فعلوا .. ؟، لا..!!، ولكن قالوا لموسى ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها .. ؟، إنه زيادة التعنت والتنطع إذاً .. !!، ومع ذلك : سأل موسى ربه، وكانت الإجابة إنه يقول لها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ، بهذا أصبحت معالم البقرة : واضحة جدا.

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ َ } [الآية 70

فهل فعلوا .. ؟، لا..!! ولكن دخلوا فى جولة رابعة من العناد وقالوا لموسى ادع لناربك يبين لنا ما هى إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدين، أخيراً قالوا إنا إن شاء الله لمهتدون.

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ َ} [الآية 71

وجاءت الإجابة، قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها، وهنا وأخيراً قالوا الآن جئت بالحق ووجدوها فذبحوها مرغمين وبعد كل ذلك : هل وفوا بعهد هم مع الله ، وآمنوا بكتابه ، واتبعوا رسوله ، وانضموا لموكب الإيمان . ؟، كلا وألف كلا .. !!

الموقف الثاني عشر :

{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ المَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ َ} [الآيتان 72 , 73]

الآن .. وبعد تمام الذبح ، وتنفيذ الأمر : ندرك الصلة بين موضوع القتيل وذبح البقرة، إن الله عز وجل .. يقُدًم بذلك : دليلاً على البعث وما فيه ، وصدق نبيه وما جاء به، اختلفوا وتنازعوا فى معرفة القاتل، فقال الله تعالي اضربوه ببعضها أى اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة، ففعلوا فقام القتيل ، وأخبر بقاتله، وهنا: يعقب رب العزة بقوله كذلك يحى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون هذه الآية العظيمة، فهل عقلوا وهل وفوا بعهدهم مع الله ، وآمنوا بكتابه ، واتبعوا رسوله ، وانضموا لموكب الإيمان .. ؟ ، قبل نقول كلا .وألف كلا ، كما تعودنا..!! يقول لهم رب العزة سبحانه .

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ َ} [الآية 74

حيث إنها لم تلن بعد هذا كله ..!!، ولم تطوَع لهم نفوسهم الوفاءَ بعهدهم مع الله والإيمان به وبكتبه ، واتباع رسله ، والانضمام لموكب المؤمنين .!! ولهذا يقول المولى تهديداً وتحذيراً وتنبيهاً وما الله بغافل عما تعملون حيث يجازيكم ربكم على الخير خيراً ، وعلى الشر بمثله .

يبدأ الحديث القرآنى بعد ذلك - مباشرة - مع المسلمين فى المدينة ، ليريحهم من عناء القلق بالأمل فى إيمان اليهود ، بعد أن علموا طباعهم وهو رسالة لكل المسلمين فى كل العصور والبيئات : تهدف إلى نفس الغرض.

حيث يقول تعالى:

{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا
قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [الآيتان 75 , 76]

وهاتان الآيتان : تكشفان أمرين خطيرين.. يدلان على أن قلوب اليهود قد فسدت فساداً لإصلاح له ، ولا أمل بعده فى إيمانهم .

الأول : أن فريقاً من اليهود ، وهم علماؤهم، كانوا يسمعون كلام الله ، ويعرفونه جيداً ، ويعقلون حلاله وحرامه .ثم يقومون بتحريفه ، عن وعى كامل ، واختيار تام ، منهم، فهل بعد هذه المصيبة منهم يا مسلمون تطمعون أن يؤمنوا لكم ؟

الثانى : أن فريقاً آخر منهم كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا أنه رسول الله حقاً ، ولكن إليكم خاصة ، ثم إذا خلا بعضهم إلى بعض كان العتاب بينهم ، واللوم الشديد ، لمن قال منهم آمنا ؛ حيث إن فى ذلك حجة للمسلمين عليكم ، ثم يقولون لبعضهم البعض موبخين أفلا تعقلون أن هذا خطأ منكم ، وخطر عليكم، فهل بعد هذه المصيبة منهم - أيضاً - يا مسلمون تطمعون أن يؤمنوا لكم ..؟، ولأنهم يفهمون خطأ: أن مجرد قولهم للمسلمين آمنا فيه الحجة ولو لم يقولوا ذلك ، ما كان للمسلمين حجة عليهم

فقد رد الله عليهم هذا الزعم والفهم الخاطئ ، بقوله سبحانه .

{ أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [الآية 77]

حقاً إنه سبحانه بعلم هذا وذاك ، وما خفى عن هذا ولا عن ذاك ، وسيجازيهم بما يستحقون ، وبعد ذلك أيها الإخوة والأخوات : يبين ربنا جل وعلا للمسلمين الصادقين حال اليهود : العلمى ، والدينى ، والواقعى ، المنغمسين فى أوحاله ، والذى لا رجاء فى صلاحه ، أو إصلاحه ، وذلك : ليريحهم من عناء التعلق بالأمل فى إيمان اليهود ، ليوجههم إلى بذل الجهد الدعوى إلى مجال آخر.

إذ يقول سبحانه :

{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناًّ قَلِيلاً فَوَيْلٌ
لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ } [الآيتان 78 , 79]

هاتان الآيتان أيها الأفاضل توضحان أن القاعدة العريضة من بنى إسرائيل ، كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة أصلاً ، بل كانت أميتهم أشمل من ذلك إذ لم يكونوا يعلمون عن دينهم ، أو يعرفون منه ، إلا مجموعة من الأغاليط والأكاذيب والأوهام والظنون ، وبطبيعة الحال فإن أميتهم إذاً كانت أمية فكرية، وذلك بسبب فساد طبيعتهم ، وسوء أفعالهم ، وإنغماسهم فى شهواتهم من جهة ، ومن جهة أخرى نتيجة لتحريف علمائهم للتوارة ؛ ليشتروا بهذا التحريف ثمناً قليلاً من عرض الدنيا الزائل، ولأن هذا : تفريط منهم فى الأمانة ، وخيانة فى أداء الرسالة ، وافتراء على الله عز وجل فقد كان التهديد الشديد ، والوعيد العنيف المخيف ، المتكرر لهم فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون، وهذه مصيبة ثالثة منهم ومن علمائهم، فهل بعد هذه الكارثة ، التى كانت منهم جميعاً تطمعون أن يؤمنوا لكم.. ؟

أيها الأحباب فى الله .. !، ما زلنا فى رحاب حديث المولى مع المؤمنين الصادقين ، يشرفهم بخطابه، ليريحهم من عناء التعلق بالأمل فى إيمان اليهود ، وليوجههم إلى بذل الجهد فى مجال آخر أكثر أملاً ، وأجدى نفعاً .

حيث يقول سبحانه وتعالى:

{ وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ
عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[الآية 80]

وبهذا يبين الله واحداً من أكاذيبهم ، وافتراءً من افتراءاتهم على الله سبحانه وتعالى ، إذ قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، سبحان الله ..!!، لقد اعترفوا أنهم سيعذبون ، وبهذا ينتقض ما يدعون من أنهم أبناء الله وأحباؤه، ولكنهم كذبوا فيما اعترفوا به ، حيث حددوا أنه سيكون مساً، وليس عذاباً معه خلود فى النار، ثم كذبوا ثانياً فى تحديد مدة هذا المس الخفيف ، الذى يدعون ، إذ قالوا أياماً معدودة، وحتى لا تعلق أكاذيبهم هذه على الله تعالى فى أذهان غيرهم ؛ وصيانة للمسلمين من أدران هذه الأوهام ، وبياناً للحق أمر المولى عز وجل حبيبه صلى الله عليه وسلم بالرد القوى المفحم عليهم . ، حيث يقول له قل أتخذتم عند الله عهداً بذلك فلن يخلف الله عهده معكم.. ؟، أم تقولون على الله ما لا تعلمون كما هى عادتكم .. ؟.

وهكذا يرد الله تعالي عليهم بقوله :

{ بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [الآيتان 81 , 82]

بلى أى : تمسكم النار ، وتخلدون فيها، ثم يكمل محمد صلى الله عليه وسلم ، مبيناً لهم وللمسلمين ، وللدنيا كلها سنة الله وعدله فى مثل هذه الحال ، حيث يتم كلام ربه قائلاً *من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون* ألا ترون أيها المستمعون الكرام أن قولهم بالنسبة للنار وعذابهم فيها مصيبة رابعة كبرى، ولذلك كان الخطاب الشفوق المريح للمسلمين من عناء التعلق بإيمانهم أفتطمعون أن يؤمنوا لكم، أقول إذا كان هذا الكلام من رب العالمين، وهو صادق لا محالة إلى يوم القيامة .!!، فما بال الناس فى أيامنا هذه يطمعون فى أن يفى لهم اليهود بالمواثيق والعهود.!!.

أيها الكرام إلى المواقف التى يذكِّر الله تعالى فيها بنى إسرائيل بنعمه، فى مواجهة يهود المدينة ، وعلى مرأى ومسمع من المسلمين آنذاك ، وهو تعليم للمسلمين إلى يوم القيامة .

الموقف الثالث عشر .

يقول تعالى :

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ } [الآية 83

أى : اذكروا يا بنى إسرائيل نعمتى عليكم ، حينما أخذت عليكم العهد بما فيه صالحكم ، وبما به تفضلون العالمين فى زمانكم . وهذه الأشياء هى :

1- ألا تعبدوا إلا الله .
2- وبالوالدين إحساناً .
3- والإحسان لذى القربى ، وصلتهم .
4- والعطف على اليتامى .
5- والعطف على المساكين .
6- والقول الحسن للناس ، ومع الناس .
7- وإقامة الصلاة .
8- وإيتاء الزكاة .

ويلاحظ : أن هذه الأمور فى مجموعها .. هى قواعد الإسلام ، وتكاليفه .. بل هى الإسلام فى شموله من : عقيدة ، وأخلاق ، وعبادات ، ومعاملات، فهل فعل اليهود ذلك .. ؟، كلا .وألف كلا، يقول تعالى ثم توليتم أى امتنعتم وخالفتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون.

الموقف الرابع عشر

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } [الآية 84

أى : اذكروا يا بنى إسرائيل نعمة الله عليكم ؛ حيث حرم عليكم سفك دماء بعضكم لبعض ، وحرم - كذلك - عليكم إخراج بعضكم لبعض من دياركم، ثم أقررتم بذلك العهد وأنتم تشهدون على أنفسكم بذلك، فهل التزم بنوا إسرائيل بهذا الميثاق .. ؟، وهل عرفوا نعمة الله عليهم فيه .. ؟، كلا .. وألف كلا ..!!، لا هم ولا ذرياتهم من بعدهم.، ولذلك : يبين الله تعالى لهم مخالفاتهم ، وتناقضاتهم هم ، وجزائهم ، وجزاء من يفعل فعلهم ، بقوله جل وعلا .

{ ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوَهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [الآية 85]

يا من أقررتم وأنتم تشهدون : أنتم الذين تخالفون هذه العهود ، كما أنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، وهذا النقض للميثاق : فعل شنيع ..!!، ولشفاعة هذا الفعل ، أو ذاك ولحظورته ..!!، فقد يبن الله جزاءه على وجه السرعة تهديداً لمرتكبين ، وتخويفاً لمن يفكرون فى ممارسته إلى يوم الدين، حيث يقول فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون.


أيها الكرام : ليس هذا فقط، بل يوضح المولى تعالى السبب الذى دفعهم إلى ذلك ، وشجعهم عليه .. وهو : فساد طبعهم ، وعدم تصديقهم للعذاب الذى ينتظرهم

يقول تعالى:

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [الآية 86]

نعم إنه لا يفعل ذلك إلا الذين اشتروا الفانى بالباقى، على كل حال لهم ما اختاروا !!، ولكن لا يخفف عنهم العذاب الناجم عن سوء اختيارهم ، وفساد قصدهم، كما أنه لا ناصر لهم ، ينقذهم مما يكونون فيه من العذاب الدائم.

وبعد ذلك - أحبتى فى الله - تواجه الآيات الكريمة .. اليهود .. بملخص دقيق واضح صادق لتاريخهم مع أنبيائهم ، ومواقفهم منهم ..

إذ يقول سبحانه :

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُـكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ } [الآية 87]

أى : ولقد آتينا موسى التوراة هداية ومنهاجاً ، فحرفت وبدلت ، وأَتْبَعْنا موسى عليه السلام بالعديد من الرسل، ومنهم عيسى عليه السلام، وحتى لا تعاندوا عيسى أيضاً وتكذبوه : أيدناه بالمعجزات الباهرات ، من إحياء الموتى بإذن الله .. الخ كما أيدناه بروح القدس، فماذا حدث من آبائكم مع هؤلاء الرسل الذين جاؤا لهدايتهم .. ؟، شق عليهم متابعة هؤلاء الأنبياء فى الهدى الذى جاؤا به، بل كذبوا بعضهم ، كما حدث مع عيسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم، كما قتلوا البعض الآخر منهم ، كيحى وزكريا عليهما السلام، ولذا : يواجههم القرآن قائلاً أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون .

وبعد هذه المواجهة العنيفة معهم يتجه الحديث إلى النبى عليه الصلاة والسلام .. كاشفاً له السبب فى كل هذا الذى حدث - والذى يحدث - من اليهود .

إذ يقول ربنا عز جلاله:

{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } [الآية 88]

أى : أن السبب فى تكذيبنا للرسل ، ومنهم أنت يا محمد أن قلوبنا مغلقة مغطاة ، لا ينفذ إليها شئ مما تأتوننا به، وهى : علة فاسدة ، وأكذبوبة - منهم - واضحة ، تستروا بكفرهم خلفها، ولكن الله يفضحهم حيث يبين أنهم قد طردوا من رحمة الله ؛ بسبب عنادهم وإفسادهم وتحريفهم بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون، ثم يضيف القرآن الكريم من تاريخ المعاصرين للنبى صلى الله عليه وسلم - أيها المستمعون الأماجد - ما يدلل على ذلك ويؤكده .

حيث يقول رب العزة:

{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [الآيات 89 ,90

صدق الله العظيم .. أيها المستمعون الكرام، كان يهود المدينة ، قبل ظهور محمد صلى الله عليه وسلم يستنصرون على أعدائهم من الكفار فى الحروب ، قائلين "اللهم إنا نسألك بحق هذا النبى الأمى الذى وعدتنا أن تخرجه لنا ، فى آخر الزمان ، أن تنصرنا عليهم وكانوا - بهذا الدعاء – يُنْصَرون، فلما بعث النبى صلى الله عليه وسلم ، ومعه كتاب مصدق لما معهم من التوراة ، غير المحرفة : كفروا به.

فأنزل الله تعالى:

ولما جاءهم كتاب من عند الله وهو القرآن ، مصدق لما يعرفون فى كتابهم من صفات هذا النبى ، والبشارة بمجيئه : كفروا به، إذاً فلعنة الله على الكافرين، إنهم باعوا أنفسهم للشيطان ؛ وكفروا بما أنزل الله ، بغياً وحسداً ..!!، إذ كيف يخص الله محمداً بهذا الفضل دونهم، وهذا اعتراض منهم سفيه وقح على أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده غيرهم ، ما يشاء، ولفعلهم هذا - وغيره - باؤا بغضب على غضب من الله تعالى إليهم، وفوق هذا.. فلهم فى الآخرة عذاب مهين .

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [الآية 91]

أيها السادة: من أعجب الأمور .. أن هؤلاء الناس - بالرغم من كل ذلك - كانوا .رإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله أى صدِّقوا بالقرآن ، وبما جاء فيه، قالوا نؤمن بما أنزل علينا أى نؤمن بالتوراة فقط ويكفرون بما وراءه أى القرآن ، الذى هو الحق مصدقاً لما معهم من التوراة والإنجيل، وهنا .. يوضح رب العزة لمحمد صلى الله عليه وسلم : كيف يرد عليهم، إذ يقول له : قل لهم يا محمد : إن كنتم مؤمنين حقاً كما تدعون .. فلم تقتلون أنبياء الله ؟، أى : لم قتل آباؤكم وأجدادكم أنبياء الله قبل ذلك ؟، والخطاب لهم ولآبائهم ، ولأبنائهم وأحفادهم ؛ حيث ارتضى الجميع فعل هؤلاء الأجداد .

أيها الأكارم، يكمل الله تعالى تلقين محمد صلى الله عليه وسلم الرد على دعاوى اليهود الباطلة، حيث يقول سبحانه :

{ وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } [الآية 92]


أي : لقد جاءكم موسى بالآيات البينات الواضحات الدالة على صدقة .. كالعصا ، واليد ، وفلق البحر، فلم اتخذتم العجل إلهاً من بعد ذهابه إلى ميقات ربه وأنتم ظالمون فى ذلك؟، إذاً فلستم بمؤمنين حقاً ، كما تدعون ..!! وبعد أن ظهر كذبهم فى دعوى أنهم مؤمنين..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
سورة البقرة من سورة 68 إلى غاية 92
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: