المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإيمان بالرسل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

الإيمان بالرسل Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان بالرسل   الإيمان بالرسل Icon_minitimeالجمعة أغسطس 02, 2013 8:33 pm

الإيمان بالرسل

(2) حقيقة النبوة
لقد اقتضت حكمة الله أن يرسل الأنبياء لهداية الناس إلى الحق :
(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) (النحل:36).
((وإن من أمة خلا فيها نذير )) (فاطر :24) .
((رسلاً مبشرين ومنذرين لئلاً يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ))(النساء : 165).
وإذ اقتضت حكمة الله ذلك فقد كان من سنة الله في خلقه أن يصطفي بعض عباده فيمن عليهم بالنبوة أو الرسالة، ويمن على أقوامهم ببعثهم إليهم ((ولقد مننا على موسى وهارون))(الصافات : 114).
((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))(آل عمران : 164).
والنبوة والرسالة اصطفاء خالص من عند الله يختص به من يشاء من عابده، وليست شيئاً يكتسبه العباد من ذات أنفسهم بعمل يعملونه من جانبهم .
وكل ما يقع للبشر في حياتهم هو من عند الله. وكل موهبة توهب لهم في ذات أنفسهم أو فيما بين أيديهم هي من عند الله. ولكن الله قدر أن يكون للإنسان جانب من الكسب في كل ذلك. فقد أعطى الإنسان القدرة على المعرفة ووهب له ذكاء يتفاوت من شخص إلى شخص، ومنحه طاقات مختلفة، ثم كلفه أن يعمل، وأن يبذل جهداً معيناً لتحصيل المعرفة، واستخدام الذكاء في عمارة الأرض وغيرها من شئون الحياة :
((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور))(الملك:15).
((هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)) (هود : 61).
((علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم))(العلق : 4،5).
((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون))(النحل: 78).
ويستطيع الإنسان بتحصيله الشخصى أن ينمى ما وهب الله له من مواهب. فيستطيع مثلاً أن ينمى قوته الجسدية بالرياضة البدنية والتدريب فيصبح قوى الجسم، متين العضلات. ويستطيع أن ينمى قوته الذهنية بالتدريبات العقلية وتعلم العلم وإمعان الفكر، فيستنبط ويكشف ويخترع ويدبر ويخطط. ويستطيع أن ينمى قوته الروحية بالامتناع عن بعض لذائذ الحس، وبالتأمل، وبإبعاد النفس شيئاً من الوقت عن عالم الحس القريب بصورة من الصور، فتصفو روحه، ويكتسب طاقة روحية كبيرة .
كل هذه الأعمال هي في أصلها موهبة من الله، وهي فيما تنتهي إليه كسب يكسبه البشر بجهد يبذلونه وتحصيل يكدون فيه ويكدحون.
أما الرسالة والنبوة فموهبة من الله ذات طبيعة مختلفة. إنه لا يد للإنسان فيها ولا كسب ولا اختيار، إنما هي اصطفاء خالص من جانب الله سبحانه وتعالى لعبد من عباده، يجتبيه وينعم عليه ويبعثه بالهداية إلى الناس.
لا يوجد عمل معين يعمله الإنسان من جانبه فيرتقى به إلى مرتبة النبوة ولو أنفق عمره كله فيه!
ويستطيع الإنسان بالتدريب المستمر أن يصبح بطلاً من أبطال الرياضة إذا كان عنده استعداد جسمى معين.
ويستطيع بالتدريب المستمر أن يكون مهندساً بارعاً أو طبيباً نابغاً أو عالماً مبرزاً، إذا كان عنده الاستعداد العقلى المناسب .
ويستطيع بالتدريب المستمر أن يحصل على صفاء روحى يناسب استعداده .
ولكنه لا يستطيع بأى جهد يبذله أن يكون نبياً ولا رسولاً. ولكن الله يصطفيه فيكون!
((الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إن الله سميع بصير ))(الحج:75).
وحقيقة إن الذين يصطفيهم الله ليكونوا رسلاً وأنبياء هم خيار الناس وأفضلهم: ((وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار))(ص:47).
ولكنا نحن لا نستطيع – بمقايسنا – أن نقول : إن فلانا من البشر يستحق النبوة أو إنه أولى بها من غيره! (( الله أعلم حيث يجعل رسالته))(الأنعام : 124).
((وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم(31) أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بضع درجات))(الزخرف: 31،32).
والأنبياء أنفسهم يتفاوتون في مراتبهم: ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس))(البقرة:253).
ولكن النبوة في حد ذاتها مرتبة فوق مراتب البشر العاديين. فالبشر يتفاوتون في مراتبهم، منهم الحقير، ومنهم العظيم. ولكنهم – في أعلى درجات عظمتهم – يقفون عند حد معين هو أدنى من مرتبة النبوة. فإذا اختار الله واحداً من البشر الممتازين ليجعله نبياً فإنه يرفعه من مكانه الذي كان فيه ليضعه في مرتبة جديدة عالية لم يكن ليصل إلهيا من ذات نفسه مهما اجتهد، لأنها خارج الحدود التي يستطيع البشر أن يصلوا إليها باجتهادهم. ويصبح منذ لحظة اصطفائه شخصية أخرى، بشرية – نعم- في كل تصرفاتها العادية، ولكنها مشتملة على عنصر جديد لا يتاح للبشر العاديين، ذلك هو الاتصال بالله عن طريق الوحى.
((وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيراً)) إلى قوله : ((وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق))(الفرقان : 7-2.).
فهم بشر فيما يتعلق بالأمور العادية، يولدون ويموتون، ويأكلون الطعام، ويسعون وراء الرزق، ويتزوج ويكون لهم ذرية أو لا يكون حسبما قدر الله لهم، ويفرحون ويتألمون، ويجرى عليهم كل ما يجرى على البشر في هذه الشئون . ولكنهم ينفردون بهذه الخاصية الفريدة وهي تلقى الوحى من عند الله، وإرسالهم للناس ليبلغوهم ما أوحى الله به إليهم من الهدى والتبيان: ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون))(الأنبياء:25).
((رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمرهن على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق))(غافر:15).
كيف تتم لهم هذه الخاصية، وكيف تكون نفوسهم ومشاعرهم حين توهب لهم القدرة على تلقى الوحى من الله؟!
لا نستطيع نحن البشر العاديين أن نعرف ذلك يقيناً لأنها تجربة خارجة عن حدود بشريتنا، ولكنا نستطيع القياس للتقريب .
إن الإنسان منا ليحس أحياناً – ولو نادراً – بشيء من الصفاء الروحى، فيحس كأن فيضاً من النور يشع من حوله ويملأ نفسه ومشاعره، ويحس كأنه أصبح كائناً جديداً غير الذي كان من قبل، لا تثقله ثقلة الأرض، ولا ينجس في إطار جسده المحدود، ولكنه يرفرف بروحه طليقاً من القيود. ويعود ينظر إلى الناس وإلى الوجود كله من حوله بنظرة جديدة وروح جديدة. فإذا بينه وبين الناس تعاطف ورحمة، وبينه وبين الوجود مودة وتجاوب. ويحس فوق ذلك كله أنه قريب من الله؛ لأن مشاعره صارت أنظف وأطهر، وشعوره بعظمة الله أكبر، وتطلعه إلى رحمة الله أشد. كم تستغرق هذه اللحظات من حياة البشر؟ وكم يطيقون أن يرتفعوا إليها؟
إنها لحظات قليلة ولا شك في حياة الإنسان. ولكنها في نفسه عميقة الأثر. وإن آثارها لتظهر في طمأنينة نفسه من الداخل وفي طريقة تعامله مع الناس في الخارج. فيعاملهم بالمودة والرأفة، وتتسع نفسه لاحتمال الجهد والصبر على ما يلقاه من الناس!
وحين تتكرر هذه اللحظات وتتقارب فإنها تعطى صاحبها سمة واضحة، ويعرف الناس أن صاحبها عظيم، وأنه ليس كالآخرين الذين يعيشون في إطار مصالح الأرض القريبة وشهوات النفس الهابطة.
ولكن للبشر على أى حال طاقة معينة يقفون عندها في هذه الأمور، وبقدر ما يحصلون منها تكون عظمتهم بالقياس إلى غيرهم من البشر .
والآن فلنتطلع إلى أفق آخر .
فلنتصور إنساناً لا يعيش هذه المشاعر لحظات متفرقة، ولا حتى لحظات متقاربة، إنما هي الأصل في حياته، وهي الزاد الدائم الذي تتغذى به روحه، والأفق الدائم الذي يحلق فيه.. كيف يكون نوع مشاعره، وعلى أى درجة من العظمة يكون؟
ذلك، بشيء من التقريب، هو النبى – كل نبى! – ثم تتفاوت مراتبهم بعد ذلك في الفضل!
إن الإنسان ليحس في بعض اللحظات أن الله راض عنه، وقريب برحمته منه، فكيف يكون أثر هذا الإحساس في نفسه ومشاعره؟ ألا يحس أن نفسه تتسع وتتسع، وروحه تصفو وترتفع؟ ألا يحس بأن ذلك الفيض الإلهي قد ملأ قلبه بالنور، ورفعه درجات عن الأرض، حتى لكأنه ليس جسداً جاثماً على الأرض، ولكنه روح ترفرف في السماء؟
ألا يجعله ذلك الفيض الإلهي أقرب إحساساً بعظمة الله، وأشد رغبة في عبادته، وأشد إخلاصاً في دعائه والتوكل عليه، وأقرب إلى استجابة أمره، والعمل بما يرضيه؟ ثم، ألا ينعكس ذلك كله على تكوين نفسه وعلى تعامله مع الناس؟
فإذا كان ذلك من أثر لحظات عابرة يحس فيها الإنسان بذلك القرب من الله ... فكيف بمن يكلمه الله؟ كيف بمن يتنزل عليه الوحى الربانى، فيصله الوحى الربانى بالله؟!
ذلك – بالتقريب – شأن الأنبياء، ثم يتفاوتون فيما بينهم بما شاء لهم الله من درجات .
أما كيف يتم ذلك فأمر لا نعلمه نحنن، ولكنا نعلم أنه يتم بتهيئة خاصة من الله يمن بها على عبده الذي اصطفاه، كما قال سبحانه وتعالى عن نبيه موسى : ((ولتصنع على عينى))(طه:39).
وكما قال عن نبيه المصطفي عليه الصلاة والسلام : ((وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم))(الشورى:52).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
الإيمان بالرسل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: