المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الانحراف عن الإيمان والتوحيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

الانحراف عن الإيمان والتوحيد Empty
مُساهمةموضوع: الانحراف عن الإيمان والتوحيد   الانحراف عن الإيمان والتوحيد Icon_minitimeالسبت يوليو 13, 2013 8:55 pm

الانحراف عن الإيمان والتوحيد

الشرك والإلحاد كلاهما انحراف عن الإيمان والتوحيد. والفرق بينهما :
أن المشرك يعرف أن هناك إلهاً خالقاً لهذا الكون لكنه لا يفرده بالعبادة، فيعبد آلهة أخرى مع الله أو من دون الله، يقدم لها شعائر التعبد، ومن أنواعها الدعاء والطاعة و الاتباع، و المحبة والولاء، ويجعلها واسطة بينه وبين ربه.
أما الملحد –في اصطلاح المعاصرين اليوم – فهو الذي ينكر وجود الله أصلاً، وينسب الخلق والموت والحياة لغير الله، ولا يؤمن بالبعث .
والشرك والإلحاد كلاهما انتكاس يصيب البشر حين ينحدرون إلى الجاهلية، فينحرفون عن الفطرة السوية التي خلقهم الله عليها. وإن كان الانحراف الغالب على البشر في جاهلياتهم خلال عصور التاريخ المختلفة هو الشرك، والنادر هو الإلحاد، فيما عدا الجاهلية المعاصرة التي انحدر الناس إليها في العصر الحاضر والتي غلب عليها الإلحاد بصورة لا مثيل لها في التاريخ من قبل، بسبب بعض العوامل التي سنتعرض لها إن شاء الله بشيء من التفصيل على صفحات الكتاب.
والقرآن يشير إلى هذا الانتكاس في قوله تعالى : ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (4) ثم رددناه أسفل سافلين(5) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون))(التين : 4-6) .
كما يبين القرآن أن الأصل في الناس هو الإيمان والتوحيد، فإن الله قد أشهد البشر جميعاً على أنه هو وحده ربهم بدون شريك، وهم في عالم الذر قبل أن يولدوا : ((وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون(173) وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون))(الأعراف : 172-174) .
والآيات تدل على أن الله قد ألهم البشرية كلها بأنه هو ربها وإلهها. وأنه ليس لها رب ولا إله غيره. وأنه أخذ عليها ميثاقاً بذلك : ((قالوا بلى شهدنا))، فلم يعد يقبل منهم أن يقولوا يوم القيامة: نسينا وكنا غافلين عن هذا الميثاق! أو يحتجوا بأن آباءهم أشركوا وأنهم اتبعوهم في شركهم لأنهم من ذريتهم! فشرك الآباء لا يبرر للأبناء أن يحيدوا عن ميثاق الفطرة، لأنه عهد بينهم وبين الله ولا دخل للآباء فيه! وإن كان الله من رحمته لا يحاسب الناس بميثاق الفطرة وحده، وإنما يحاسبهم بعد تذكرتهم على يد الرسل .((رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً)) (النساء : 165).
ولا يعذبهم حتى يبعث لهم رسولاً يبلغهم : ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً))(الإسراء:15).
كذلك يقول الله في القرآن في سورة الروم عن أمر الفطرة : ((فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون(3.) منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)) (الروم:3.،31).
فهاتان الآيتان تدلان على أن الدين القيم – وهو توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده دون شريك – هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها .
كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم يحدثنا بأن الإسلام – أى إسلام الوجه لله وعبادته وحده دون سواه – هو دين الفطرة، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)).
بل نجد في القرآن أن الكون كله، وليس الإنسان وحده، مفطور على عبادة الله، بسماواته وأرضه، وشمسه وقمره، ونجومه وجباله، ودوابه وشجره: ((ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس))(الحج : 18).
((ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون)(النحل:49).
((ولله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرها وظلالهم بالغدو والآصال))(الرعد:15).
فالتوجه لله بالعبادة – الذي تشير إليه الآيات بالسجود لأن السجود أبرز علامات العبادة –هو في فطرة الكون كله، الذي فطره الله على عبادته وطاعته: (ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا آتينا طائعين))(فصلت:11).
والإنسان خلق من خلق الله، مفطور مثل بقية الكون على التوجه لله بالعبادة. ولكن الله كرمه وفضله على كثير ممن خلق، ومنحه الوعي والإدراك وحرية الاختيار: ((ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)(الإسراء:7.).
((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً(2) إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً))(الإنسان :2،3).
((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون))(النحل:78).
((ألم نجعل له عينين(Cool ولساناً وشفتين(9) وهديناه النجدين))(البلد :8-1.).
ولكن الإنسان –بسبب هذا التكريم ذاته – قد اختلف أمره؛ فبقى بعضه على الفطرة السوية التي خلقه الله عليها، أى بقى متجهاً بالعبادة لله وحده دون شريك، وضل بعضه فوقع في الشرك والإلحاد ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم))(الحج : 18).
((ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها(Cool قد أفلح من زكاها(9) وقد خاب من دساها))(الشمس : 7-1.).
فأما الذين استقاموا على الدين القيم فعبدوا الله وحده دون شريك، فهؤلاء بقوا كما فطرهم الله ((في أحسن تقويم))، وأما الذين انحرفوا عن العبادة الصحيحة بشرك أو إلحاد فقد انتكسوا فأصبحوا ((أسفل سافلين)) ولم يعودوا يستحقون التكريم الذى من اله به على الإنسان، بل أصبحوا موضع الإهانة عند الله: ((ومن يهن الله فما له من مركم))، واستحقوا غضب الله ولعنته؛ لأنهم قابلوا الإحسان الربانى بالإساءة، وقابلوا النعمة بالكفران!
والآن بعد أن عرفنا ذلك نعود فنتكلم عن الشرك والإلحاد كل على حدة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
الانحراف عن الإيمان والتوحيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب من الإيمان أن يحب لأخيه مايحب لنفسه، وباب حب الرسول من الإيمان
» باب من الإيمان أن يحب لأخيه مايحب لنفسه، وباب حب الرسول من الإيمان
» تثبيت الإيمان
» الإيمان بالرسل
» مقتضى الإيمان بالقرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: