المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة ال عمران من آية 119 الى 128

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

تفسير   سورة  ال  عمران   من   آية  119 الى   128 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة ال عمران من آية 119 الى 128   تفسير   سورة  ال  عمران   من   آية  119 الى   128 Icon_minitimeالجمعة يونيو 28, 2013 9:29 pm

تفسير سورة ال عمران من آية 119 الى 128

حيث يقول تبارك وتعالى :

{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [الآية 119]

أي : هاأنتم أيها المؤمنون تحبون أصنافا من دونكم, وهم لا يحبونكم, بل تبذلون محبتكم لأهل البغضاء، فتجعلونهم بطانة، وهم لكم أعداء كما أنكم تؤمنون بكل كتاب أنزله الله على رسول من رسله الكرام، وهم لا يؤمنون, بل ينافقون وإذا تقابلوا معكم, أو اجتمعوا بكم قالوا آمنا وأظهروا لكم من الأقوال ما يطمئنكم إليهم ويحببهم إليكم وإذا فارقوكم، أو خلا بعضهم إلى بعض عضوا أطراف أصابعهم, وأظهروا أشد الغيظ منكم, والحقد لكم, والحنق عليكم، وفي هذه الآية – كما هو واضح أيها الأحبة – توبيخ شديد لنا معشر المؤمنين, على محبتنا لمن دوننا من أهل الكتاب, فضلا عن غيرهم !!

إذ كأننا – بهذا التصرف – أضعف منهم في الحق الذي نحن عليه, وهم أصلب منا في الباطل الذي هم عليه، وبعد هذا البيان التوبيخى , يعلمنا عز وجل الموقف الصحيح منهم وهو عدم موالاتهم, واتخاذ بطانة منهم , وعدم حبهم, أو التودد إليهم، بل إن الواجب إعلان البغضاء لهم, والقطيعة معهم قل أيها المؤمن بلسانك ولسان حالك لهؤلاء الحاقدين لكم موتوا بغيظكم فإنا لا نطيعكم, ولا نتخذ بطانة منكم, والله متم نعمه على عباده المؤمنين, ومكمل دينه ومعل كلمته, ومظهر عباده، فازدادوا غيظا إلى غيظكم, حتى تهلكوا به.

إن الله عليم بذات الصدور أي : فيجازيكم عليه في الدنيا, حيث يتحقق خلاف ما تأملون فيه , ويجازيكم عليه في الآخرة بالعذاب الشديد، ثم يبين الله عز وجل شدة عداوتهم لنا, وشماتتهم فينا؛ لنزداد بصيرة بموقفهم منا, وتقوى عزائمنا في موفقنا منهم, فلا نتخذهم بطانة, بل أعداء لنا، حيث يقول عز من قائل :

{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [الآية 120]

أي : يحزنهم ما يفرحكم, ويفرحهم ما يحزنكم, وهذا منتهى البعض منهم, والعداوة لكم وأمام موقفهم هذا يدلنا رب العزة على ما إن تحلينا به, وتحققنا منه, لا يضرنا كيد غيرنا لنا وذلك في قوله إن تصبروا على الطاعة, وعن المعصية, وعلى ابتلاءات الله لكم، وتتقوا الله – في ذات الوقت – وتجتنبوا محارمه تكونون في معية الله وحفظه, ولا يضركم مكرهم, و خططهم ضدكم شيئا، ذلك حيث إنه عالم ومحيط بمكرهم ضدكم, فيحبطه لهم , وينجيكم منه, ومن ضرره بكم هذا وبعد أن نهى الله المؤمنين عن اتخاذ بطانة من دونهم، ووضح أسباب ذلك !!، وبعد أن وعد المؤمنين – كذلك – بإحباط مكر الكافرين في حال الصبر والتقوى !!، شرع في ذكر قصة "غزوة بدر" وما كان فيها من الاختبار لعباده المؤمنين، والتمييز بينهم وبين المنافقين حيث يقول للحبيب صلى الله عليه وسلم :

{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الآية 121]

أي : واذكر يا محمد حينما خرجت من أهلك بالمدينة تنزل المؤمنين بمراكز وأماكن يقفون فيها لقتال العدو يوم أحد, والله سميع لأقوالكم, عليم بما في نفوسكم واذكر كذلك :

{إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [الآية 122]
أي : اذكر وقت أن همت طائفتان من المؤمنين أن تنصرفا من ساحة المعركة, حينما انسحب منها رأس النفاق بالمدينة, وهو عبد الله بن أبي بن سلول ولكن الله عز وجل المتولي أمرهما, وأمر الجميع – ثبتهما فلم ينصرفا وهذا من فضل الله، الذي نتعلم منه أن نسلم كل أمورنا إليه , حيث إن مفاتيح القلوب بيديه سبحانه وتعالى, وأن نتوكل عليه, وألا نخالف أمره حقا وعلى الله فليتوكل المؤمنون لاحظوا أيها الأحباب أن هذا أمر صريح بالتوكل عليه، والتفويض في كل الأمور إليه فهل نمتثل ؟

أيها الكرام لما كانت الآيات التي قرأناها تتحدث عن " غزوة " هزم فيها المسلمون عسكريا؛ بسبب مخالفتهم لأوامر قيادتهم، وصيانة لهم من أن تحدث هذه الهزيمة العسكرية, ضعفا – ولو بسيطا – في نفوسهم !!، ذكرهم الله تعالى بيوم من أيام النصر, تقوية لقلوبهم, وتسلية لنفوسهم, وشحذا لعزائمهم، حيث يقول سبحانه :

{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الآية 123]
أي : نصركم الله يوم غزوة بدر, وأنتم أقلية في العدد والعدة, وأعداؤكم كثرة في العدد والعدة فاتقوا الله، واستقيموا علي أمره وشرعه, وأخلصوا الود للمؤمنين, ولا تخشوا إلا الله تعالى لعلكم بذلك – وليس بغيره – تشكرون ربكم على إنعامه عليكم واذكر يا محمد.

{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِين } [الآية 124]
أي : تقول للمؤمنين؛ تقوية لهم, وربطا على قلوبهم, وتثبيتا لأقدامهم في ساحة المعركة ألن يكفيكم أن يمدكم ويعينكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين من عنده سبحانه؟

{ بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } [الآية 125]

بلى أي : يكفيكم ذلك لاحظوا أيها الأحباب رعاية الله للمؤمنين، حيث أمدهم أولا بألف من الملائكة، كما في سورة الأنفال إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين، وهنا : صارت الملائكة ثلاثة آلاف أمدهم سبحانه بها، ثم أمدهم ثالثا بخمسة آلاف من الملائكة مسومين أي معلمين معروفين على كل حال :

{ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [الآية 126]

أي : ما جعل الله إنزال الملائكة, وإعلامكم بإنزالهم؛ إلا بشرى لكم, وتطيبا لقلوبكم, وتطمينا لها وإلا فإن النصر من عند الله, لا من عند المقاتلين، ولا من عند الملائكة وإن كان هذا وذلك من الأسباب.

أيها الأحباب في الله يبين ربنا عز وجل - بعد ذلك - بعض أسباب تشريع الجهاد ؟، ولماذا كلف به عباده, ووعدهم عليه بالنصر ؟ حيث يقول :

{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ } [الآية 127]

أي : ليهلك طائفة من الذين كفروا, أو يهزمهم؛ فيرجعوا مكبوتين خائبين, لم ينالوا مبتغاهم في إيذاء المسلمين، ثم يوضح المولى أن علينا الطاعة لأوامره؛ حيث إن له الحكم في الدنيا والآخرة، حينما يقول :

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [الآية 128]

أي : إن الأمر لله وحده إما أن يتوب على هؤلاء الكفار ويهديهم بعد الضلال، وإما أن يعذبهم إن أصروا على الكفر؛ حيث إنهم في هذه الحالة ظالمون يستحقون العذاب ثم يقدم ربنا تبارك وتعالى ما هو كالدليل على أن الأمر له وحده


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
تفسير سورة ال عمران من آية 119 الى 128
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: