المبين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يتناول مواضيع دينبة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما الأصح من خلاف أهل العلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 03/03/2013

ما الأصح من خلاف أهل العلم Empty
مُساهمةموضوع: ما الأصح من خلاف أهل العلم   ما الأصح من خلاف أهل العلم Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 04, 2013 10:39 pm

ما الأصح من خلاف أهل العلم في الوقف في قوله تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " هل الأصح الوقف على الاسم الأحسن ( الله ) أم الأصح أن يوقف على قوله (والراسخون في العلم ) ؟

ج) أقول :- هذه مسألة مبنية على مسألة ، وفهمها ينبني على فهم المسألة الأخرى ، وهي مسألة معرفة معاني التأويل ، فإننا إذا علمنا معاني التأويل هان الأمر علينا وتحدد الراجح في الوقف ، فأقول وبالله تعالى التوفيق :- لقد قرر أهل العلم رحمهم الله تعالى أن التأويل له معنيان ، وهما المعنيان المعروفان عن السلف والأئمة ، وقد زاد أهل الكلام معنى ثالثا ، ولا شأن لنا بما زادوه ، لأننا سنتلكم عليه في مكان آخر إن شاء الله تعالى ، والمهم الآن أن تعلم أن السلف رفع الله منازلهم في الجنة قد قسموا التأويل إلى قسمين :-
تأويل بمعنى حقيقة الشيء التي يؤول إليها ، وتأويل بمعنى التفسير ، أي تفسير المعاني ، والتأويل الأول هو غالب المراد من إطلاق لفظ التأويل في القرآن الكريم ، ومنه قوله تعالى " هل ينظرون إلا تأويله ، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ، فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ، أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل " والمراد بتأويل اليوم الآخر ، أي وقوع حقيقته كما أرادها الله تعالى ، أي مجيئه وحصوله ، فقوله "هل ينظرون إلا تأويله " أي هل ينظرون إلا وقوع حقيقة ما أخبرت به الرسل ، وقوله " يوم يأتي تأويله " أي يوم تقع حقيقته على ما هي عليه ، وتكون حقيقة مشاهدة بالبصر ، بعد أن كانت حقيقة علمية معلومة بالعقل فقط ، فالتأويل المراد هنا هو الحقيقة والصفة وظهور الشيء على ما هو عليه ، ومن ذلك أيضا :- قوله تعالى عن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " أي أنه لما وقعت حقيقة هذه الرؤيا وظهرت على ما هي عليه ، قال يوسف عليه السلام هذا الكلام ، فلما سجد له إخوته وأبواه قال " هذا تأويل رؤياي من قبل " أي هذا هو حقيقتها التي تؤول إليها ، فوقوع الرؤيا في أرض الواقع هو تأويلها ، لأنه هو حقيقتها ، ومن ذلك قول عائشة رضي الله تعالى عنها " كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :- سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ، يتأول القرآن " متفق عليه فسمت تنفيذه للأمر تأويلا ، والمراد بالأمر أي الأمر الوارد في قوله تعالى " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " فلما امتثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر وأخرجه في قوله ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ) سمي ذلك تأويلا ، أي هذا هو حقيقة الأمر الوارد في سورة النصر ، وعلى ذلك :- فيكون تأويل الخبر معناه :- وقوعه على الحقيقة المخبر بها ، وتأويل الأمر معناه :- امتثاله وتنفيذه على الوجه الشرعي ، وتأويل النهي معناه :- تركه واجتنابه تعبدا لله تعالى ، وتأويل الرؤيا معناه :- تحققها وظهورها على أرض الواقع ، هكذا قال أهل السنة والجماعة
وأما التأويل الثاني :- فهو التأويل بمعنى التفسير وبيان المعنى ، ومنه قول ابن جرير الطبري في تفسيره :- القول في تأويل الله تعالى كذا وكذا ، كذا وكذا ، وقد اتفق أهل السنة على أن التأويل يأتي بمعنى التفسير ، ويفسر به قوله تعالى عن الخضر عليه السلام أنه قال لموسى عليه السلام لما أراد مفارقته لعدم صبره على ما رآه من الأفعال ، وبعد أن فسر له حقيقة ما فعله ، قال له " ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا " أي هذا تفسيره ، وهذا هو حقيقته ، وبالجملة :- فالتأويل له معنيان صحيحان متفق عليهما بين أهل السنة والجماعة وهما :- التأويل بمعنى ما يؤول إليه الأمر ، أي حقيقة الشيء على ما هو عليه والتأويل بمعنى التفسير ، إذا علمت هذا فأقول :- إن قوله تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " إن كان يراد بالتأويل حقيقة الشيء المخبر به وكيفيته على ما هو عليه من حقائق آيات الصفات وحقائق اليوم الآخر فهذا مما لا يعلمه إلا الله تعالى كما قررناه سابقا ، من أن كيفية الصفات وحقائق اليوم الآخر لا يعلمها إلا الله تعالى ، فيكون الوقف على الاسم الأحسن من باب الوجوب ، فتقول " وما يعلم تأويله إلا الله " وتقف ، وأما إن كان يراد بالتأويل تفسير الشيء وبيان معناه ، فالوقف يكون على قوله تعالى " والراسخون في العلم " أي أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير معاني ما أنزل إليهم ، كما قررناه سابقا ، من أنه ليس في القرآن ما لا يمكن أن يعلم معناه بالتدبر والتأمل ، فإن قام في قلبك المعنى الأول فقف على الاسم الأحسن ، وإن قام في قلبك المعنى الثاني فقف على " والراسخون في العلم " وعليه :- فيكون خلاف السلف رحمهم الله تعالى في تفسير هذه الآية من باب خلاف التنوع لا التضاد، ذلك لأن منهم من قال :- إن الوقف يكون على الاسم الأحسن ، ومنهم من قال :- بل الوقف التام يكون على قوله " والراسخون في العلم " وهذا من باب التنوع ، لأن الذين قالوا :- إن الوقوف التام يكون على الاسم الأحسن غلبوا جانب المعنى الأول في التأويل ، وهو حقيقة الشيء المخبر به ، والذين قالوا :- إن الوقف التام على قوله " والراسخون في العلم " نظروا إلى التأويل بالمعنى الثاني ، وهو التأويل بمعنى التفسير وكلا القولين مقبول لا غبار عليه، ولكن بالنظر على هذين الاعتبارين ، واختار هذا القول أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه العلامة ابن القيم ، وغيرهما من المحققين ، وهو الحق في هذه المسألة رحم الله الجميع رحمة واسعة ، وغفر لهم وتجاوز عنهم ، وجمعنا بهم في الجنة ، والله ربنا أعلى وأعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almobine.yoo7.com
 
ما الأصح من خلاف أهل العلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المبين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: